أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إن استخدام المليشيات الحوثية الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017، قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى الجائعين في تلك المناطق.

 

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير حديث نشرته، اليوم الاثنين 22 أبريل 2019، أن الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع التي زرعتها مليشيات الحوثي منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدت إلى منع اليمنيين من الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

 

وأكدت أن الألغام الأرضية للحوثيين، التي تحرم الناس من مصادر المياه والغذاء، تسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.

 

وقالت بريانكا موتابارثي، القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "لم تقتل وتشوه الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة.

 

وأشارت إلى أن الألغام الحوثية منعت منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد.

 

وأضافت موتابارثي: "على زعماء الحوثيين أن يوقفوا فورا استخدامهم للألغام الأرضية، الذي قد يحاسَبون عليه ذات يوم. على الحكومات المعنية بالآثار المدمرة للألغام الأرضية في اليمن دعم جهود إزالة الألغام، بما يشمل تحسين التدريب والتنسيق، بالإضافة إلى مساعدة الضحايا".

 

وكشف تقرير رايتس ووتش عن أدلة تؤكد بأن الحوثيين قاموا بزراعة الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.

 

كما وجدت المنظمة الحقوقية أدلة تؤكد استخدام الحوثيين للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.

 

وبحسب إفادة ضحايا وشهود فإن المناطق التي تسببت فيها الألغام الأرضية في سقوط قتلى وجرحى كان يسيطر عليها الحوثيون سابقا، وإن المدنيين لم يتعرضوا للأذى حتى قاموا بالانسحاب منها، في الوقت الذي يفترض أن الألغام زرعت فيه.

 

وأوضحت هيومن رايتس ووتش في تقريرها إن الألغام الأرضية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة على طول الساحل الغربي. وشملت هذه القرى والبلدات في مديرتي التحيتا وموزع، وكذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية.

 

ونقلت عن سكان مدينة الحديدة الساحلية وقرى محافظة الحديدة قولهم إن الحوثيين حفروا الخنادق على طول شارع التسعين، ووضعوا عبوات ناسفة، ووضعوا حاويات في الحفر.... كان هناك مسار صغير، طريق صغير جدا في المنتصف يمكنك استخدامه للخروج والدخول لم يكن ملغوما.

 

وقالت المنظمة إن وسائل إعلام الحوثيين أكدت استخدام قواتها للألغام الأرضية والألغام البحرية، حيث تباهى موقعهم الرسمي والقنوات الإعلامية للحوثيين على "يوتيوب" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الألغام الأرضية العسكرية في المناطق التي وثقت فيها هيومن رايتس ووتش الخسائر بين المدنيين، فضلا عن استخدام الألغام البحرية.

 

واعتبرت وسائل إعلام الحوثيين أن مقتل نازعي الألغام الموالين للحكومة الشرعية على أنه انتصار رغم أن الألغام المضادة للأفراد غير قانونية.

 

وطالبت هيومن رايتس ووتش كلاً من فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة وفريق خبراء مجلس الأمن التحقيق في استخدام الحوثيين للألغام الأرضية وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع حيثما أمكن. ينبغي لفريق الخبراء التحقيق في الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.

 

ولفتت المنظمة إلى أن عمليات إزالة الألغام في اليمن تنفذ من قبل فرق مختلفة، بما فيها فرق هندسية عسكرية متعددة موالية للحكومة اليمنية ومدعومة من الإمارات على طول الساحل الغربي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية