بشكل مفاجئ هبطت طائرة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في مطار صنعاء الدولي ظهر الثلاثاء، بعد يومٍ واحدٍ من تعثر تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق ستوكهولم بسبب رفض مليشيا الحوثي الإرهابية آلية التنفيذ ليومين متتالين.

 

جولة غريفيث هذه هي الثالثة خلال نصف شهر، وجاءت بعد جولتين الأولى في الحادي عشر من فبراير الجاري والثانية في السابع عشر من ذات الشهر، وكلها كانت عبارة عن زيارات مكوكية سعى من خلالها المبعوث الأممي لمحاولة إقناع المليشيات بتنفيذ اتفاق ستوكهولم لكنه يتعثر كل مرة، يتلقى الوعود في صنعاء وعند العودة ويكتشف أن الحوثيين يبيعون له الوهم ويضعونه في زاوية ضيقة تبين دوره في هيئة الفشل.

 

محرر وكالة 2 ديسمبر تحدث إلى نشطاء يمنيين، وصحافيين، وجمهور من العامة، لمحاولة معرفة انطباعاتهم إزاء هذه النقطة التي باتت مثار الجدل عند الجميع، ومركزاً لسؤال مفتوح يخطر على بال الجميع "كيف ستتعامل الأمم المتحدة مع الحوثيين الآن؟".

 

جملة الانطباعات العامة التي تلقاها المحرر قسمت فحوى هذه الزيارات إلى نقطتين، إذ يرى الغالبية أنها زيارات بمثابة مدارة لمليشيا الحوثي والتخاطب معها بعيداً عن دفعها وإلزامها بالتنفيذ، ويرى هؤلاء أن مثل هكذا أسلوب عالي المرونة لم يعد يجدي مع المليشيا التي استغلت العطف الدولي في التعامل معها وراحت تحوم حول الاتفاق دون أن تنفذ أي بندٍ منه.

 

ويبدي الرأي الآخر من جمهور المعلقين على الزيارة امتعاضه من هذا التهاون الأممي في التعامل مع المليشيا الكهنوتية، مطالباً بأن تبدي الأولى مع الأخيرة موقفاً حازماً لا يسمح للمليشيا بتقديم التأويلات والمراهنة على استغلال المرونة، وسعيها للمقايضة بالاتفاق بعيدا عن جوهره الذي اتُفق عليه في السويد.

 

من البديهي أن يصبح ترجيح الكفة الآن لصالح القوات الوطنية اليمنية والوفد الحكومي الذين قدموا كل التنازلات لإنجاح الحل وفك عقدة الأزمة الإنسانية التي القت بظلالها على سكان مدينة الحديدة المحاصرين في جحيم المليشيا الإرهابية، خاصة وأنه يقابل هذا الاهتمام الذي تبديه الأطراف الوطنية، التفاف وتعنت مكشوف تمارسه المليشيا الحوثية.

 

تقول مصادر واسعة الاطلاع في صنعاء متحدثة إلى محرر الوكالة، أن المليشيا امتنعت عن استقبال غريفيث في مطار صنعاء، وأرسلت موظفين عاديين بوزارة خارجيتها لجلبه للقاء قياداتها، مشيرة إلى أن المليشيا تعاملت بطريقة غير لائقة في استقبال المبعوث الأممي امتعاضاً منها على إصراره لتنفيذ الاتفاق، ومحاولة للتهرب.

 

وأكدت المصادر أن غريفيث التقى بمنتحل صفة وزير الخارجية المدعو هشام شرف، وقدم الأخير له جملة من الأعذار المصطنعة لعدم تطبيقهم آلية إعادة الانتشار، محاولاً إلقاء المسئولية على القوات المشتركة ولجنة إعادة الانتشار الحكومية.

 

وبناء على قول المصادر فإن شرف حاول التدليس على المبعوث الأممي وعرض عليه الحديث عن مطار صنعاء الدولي ورواتب الموظفين الحكوميين، وهي ملفات يحاول الحوثيون الدفع بها ضمن اتفاق السويد لتعطيله كلياً، إلا أن المبعوث الأممي أكد أن هذين الملفين منفصلان عن جوهر وروح الاتفاق.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية