هل تعلم الأمم المتحدة أن «حجور» يمنية؟
يجترح أبناء حجور في محافظة حجة شمال غرب اليمن، انتصارات جمهورية ساحقة ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية، وبالمقابل ترد عليهم المليشيا كالعادة بالقصف الممنهج وتدمير المنازل واستهداف الآمنين وإطباق الحصار مانعة دخول الغذاء والدواء للسكان، فلا نصر تحققه إلا بقتل الأبرياء وإراقة دمائهم أمام صمت دولي وأممي لا يعير ما يحدث أي أهمية، لا بالقول ولا بالفعل.
ويظهر الدور المكشوف للأمم المتحدة في التدخل لحل النزاعات أينما وجدت مصلحتها، تبادر تحت يافطة الإنسانية لـ "إحلال السلام"، وفي مواطن كثيرة تدع الأمور وكأن الأمر لا يعنيها، كما يحدث اليوم في حجو، وتهمله المنظمة الدولية ومسئولوها.
كل جرائم المليشيا الوحشية في حجور تصل إلى أسماع مسئولي الأمم المتحدة، لكنهم يغضون أبصارهم إزاء ما يحدث، فالأنباء التي وصلت إلى محرري "وكالة 2 ديسمبر"، أكدت منع المليشيات الإرهابية دخول شاحنات دوائية وغذائية إلى مديرية كشر، وهي أدوية كانت تتجه إلى مستشفى قبان بني شوس في المديرية، واحتجزت في منطقة "ذراع النيد" بمديرية أفلح الشام بمحافظة حجة.
وكشفت مصادر الوكالة عن شاحنتين تجاريتين كانتا محملتين بالدقيق والمواد الغذائية وتم احتجازهما من قبل عناصر المليشيات بمنطقة الراكب، إضافة إلى شاحنة أخرى احتجزت في منطقة "الهيجة" بمديرية مستبأ.
كما شهدت قرى عدة موجة نزوح للعائلات جنوب مديرية كشر جراء القصف العشوائي من جهة أفلح الشام والذي أصاب 3 منازل مأهولة بالسكان بشكل مباشر.
وأكدت مصادر الوكالة أن مليشيات الحوثي وجهت قذائف مدفعيتها صوب قرى بني شرية وبني رسام والشعاثمة وبني شوس والطلاحيه وبني مالك وبني داود جنوب مديرية كشر.
يموت مدنيو حجور في ظرفهم العصيب هذا، وتدعهم الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية خارج الحسابات الخاصة بها، رغم الدعوات والمناشدات التي يطلقها أبناء القبائل للمنظمة الأممية، خاصة وأن المنطقة التي يهاجمها الحوثيون بمختلف أنواع السلاح باتت تفتقد لأدنى الخدمات الطبية الأمر الذي يجعل الجرحى المدنيين عرضة للموت.
ويتساءل اليمنيون عن الغياب الأممي عما ترتكبه المليشيا من جرائم هناك، يستغربون من الاهتمام الأممي بـ "سلامة المدنيين" في الحديدة، وتترك الحبل على الغارب عندما ينتشر القتل والدمار في مناطق أخرى باليمن، كما كان يحدث وما يزال في تعز، أو ما يجري اليوم على أيدي الجماعة الكهنوتية نفسها في حجور.
هذا الإهمال والتجاهل والتخاذل الأممي تجاه ما يحدث، يكشف الزيف الأممي في التعامل مع أحداث النزاع وممارسة الانتقائية المرتبطة بالمصالح للتدخل في حل النزاعات.