تاريخياً عُرفت مدينة المخا الساحلية غربي محافظة تعز باعتبارها مدينة سلام وأمان تتكئ على مقومات تاريخية وجغرافية وتجارية، وتحوز صدارة المدن الساحلية لارتباطها الوثيق بالأمان والاستقرار اللذين لازماها طوال عقودِ من الزمن.

 

دخل تحرير المديرية من قبضة المليشيا الكهنوتية العام الثالث، فأعاد لها التحالف العربي مقاتلو اليمن اعتبارها، محافظين على هويتها الحضارية التي كانت معرضة للاندثار أمام الموجة الطائفية التي جلبها الكهنوتيون، فعادت المخا إلى طبيعتها مرةً أخرى.

 

لم يرق لمليشيا الموت أن تزخر هذه المدينة مجدداً، وأغاضها التفاف أبناء المدينة أمس خلف قوات المقاومة اليمنية المشتركة، وترحيبهم الوطني بالأمن الذي أُعيد إلى المدينة وحياة الرفاهية التي نشطت فيها حتى أضحت سوقاً تجارية مركزية لكل مناطق الساحل الغربي، وواحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في المدن الساحلية بفعل توافد الآلاف للعمل والتجارة والسكن.

 

هذا الازدهار غير المسبوق في المخا، دفع مليشيا الموت إلى استخدام خلاياها النائمة، وإعادة الحسابات لتعكير أجواء المدينة، وأذية أهلها، فلم تجد وسيلة أنسب لتنفيذ ذلك، إلا وسيلة الغدر المعهودة (استخدام العبوات الناسفة)، أسلوبٌ لا يختلف في شيء عن أساليب التنظيمات الإرهابية التي تنفذ عملياتها الإرهابية في أي مكان آمن بالعالم، ليس لشيء، إلا من أجل إزهاق أرواح الأبرياء.

 

وعند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح أمس الخميس، أقدمت خلايا إرهابية تابعة لمليشيا الإرهاب على زرع عبوتين ناسفتين بطقم عسكري كان يقف في سوق القات عند محطة الوزن المحوري شمال المدينة، منتظرين تجمع المدنيين في السوق لارتكاب الجريمة.

 

انفجرت عبوتان ناسفتان لتسفرا عن مقتل أربعة مدنيين، وإصابة ثمانية آخرين، بينهم امرأتان كانتا متواجدتين قرب المكان. إذ أفادت مصادر "وكالة 2 ديسمبر" عن: عبوتين ناسفتين زرعتها خلية إرهابية تابعة للمليشيات الحوثية في طقم تابع للمقاومة المشتركة انفجرت أثناء وقوفه في سوق القات المركزي في الأطراف الشمالية لمدينة المخا".

 

والجريمة هذه تضاف إلى جريمة مماثلة ارتكبتها خلايا المليشيا، في الـ 28 من يناير الفائت قبالة مطعم شعبي وسط المدينة، عندما زرعت عبوة ناسفة في سيارة إسعاف وفجرتها في جموع المدنيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة 36مدنيا، كان بين القتلى فني مونتاج قنوات أبو ظبي زياد الشرعبي.

 

اندفاع المليشيا الإرهابية بهذه الطريقة الدموية للانتقام من أبناء المخا كونهم رفضوا تواجدها سابقاً في مدينتهم وفتحوا أبواب المدينة للقوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي والحديدة، دليل على النزعة الناقمة لدى هذه الجماعة التي لم تألف سوى قتل الأبرياء واستباحة دمهم.

 

ومثل هذه الجرائم المفضوحة التي تحاول المليشيا التجرد منها لأسباب تتطلع إليها، تزيد أبناء المخا وكل اليمنيين إصراراً على التمسك بالمشروع الوطني مهما كانت التضحيات، ولن تبلغ الجماعة الكهنوتية مرادها أمام اللُحمة الشعبية لمواجهة الانقلاب القائم في البلد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية