تسائل تقرير نشرته صحيفة "العرب اللندنية"، اليوم الأربعاء 16 مايو 2018، عن علاقة إدارة ترامب بقطر التي ظلت ملتبسة ومنطوية على تناقضات وتردّد بين مواصلة اعتبار الدوحة كحليف، وبين دعم عزلها بسبب ما يلاحقها من اتهامات بدعم المتطرفين الإسلاميين.. فأي حسابات ومصالح تقف وراء ذلك التذبذب؟

 

وأكد دبلوماسي قطري سابق أنه قام بزيارة برج ترامب برفقة مسؤولين قطريين خلال الانتقال الرئاسي، لكنه نفى ادعاءات محامي نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيلز، بأنه التقى مع الفريق السابق، مايكل فلين ومحامي ترامب، وحاول رشوة مصادر داخلية على خلفية الفضيحة الجنسية بين ترامب والممثلة المذكورة.

 

وفي سلسلة من التغريدات التي قام بنشرها المحامي مايكل أفيناتي، محامي الممثلة الإباحية التي تقاضي ترامب، وجه اتهامات لأحمد الرميحي، بأنه كانت لديه صلة بالفضيحة الجنسية، لا سيما مع ذكر الممثلة الإباحية أن علاقتها الجنسية مع ترامب جرت خلال بطولة للغولف في عام 2006.

 

وكتب المحامي "لماذا التقى أحمد الرميحي بمايكل كوهين ومايكل فلين في ديسمبر 2016؟ ولماذا تفاخر الرميحي بعد ذلك برشوة مسؤولين أميركيين وفقا لإعلان تم تقديمه إلى المحكمة؟"، ناشرا مقاطع فيديو لكوهين والرميحي في نفس المصعد ببرج ترامب في ديسمبر 2016.

 

غير أن الدبلوماسي القطري الذي يمتلك شركة رياضية اعترف بالزيارة ولكنه أنكر أي شيء غير مُلائم وقع خلال الزيارة.

 

وتقول المذكرة “تواجد الرميحي في برج ترامب في 12 ديسمبر 2016، ليمارس دوره كرئيس لشركة قطر للاستثمار، وهي قسم داخلي في هيئة الاستثمار القطرية، وأيضا لمرافقة الوفد القطري الذي كان يجتمع مع مسؤولي ترامب في ذلك التاريخ. لكن الرميحي لم يشارك في أي لقاءات مع مايكل فلين، وكانت مشاركته في الاجتماعات في ذلك التاريخ محدودة جدا”.

 

وأشارت التغريدات ثم اللقاءات التلفزيونية المتعاقبة إلى تأجج الصراع بين أفيناتي ومايكل كوهين، المحامي الشخصي للرئيس الأميركي منذ فترة طويلة، والذي قام بتسهيل دفع مبلغ 130 ألف دولار لدانيلز قبيل الانتخابات.

 

وكان فلين أول مستشار للأمن القومي ومستشار السياسة الخارجية للرئيس ترامب في الحملة، خلال الفترة الانتقالية وفي البيت الأبيض، حتى تمت إقالته ومحاكمته بتهمة كذبه على مكتب التحقيقات الفيدرالي أثناء التحقيق في مسألة التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. ولم يرد كوهين على طلب التعليق، وكذلك لم يفعل محامي فلين.

 

وعمل الرميحي كدبلوماسي في واشنطن وكمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، بالإضافة إلى أنه كان يمثل قطر مع كلية الفنون التابعة لجامعة فرجينيا كومنولث، التي لديها حرم جامعي في العاصمة القطرية الدوحة.

 

مايكل أفيناتيلماذا التقى أحمد الرميحي بمايكل كوهين ومايكل فلين في ديسمبر 2016

 

وعلى الرغم من أن قطر حليف رئيسي للولايات المتحدة وهي أيضا موطن القيادة المركزية الأميركية في الدوحة، إلا أن إدارة ترامب دعمت عزل قطر في العام الماضي بسبب دعمها للمتطرفين الإسلاميين.

 

وعلى الرغم من انتهاج هذه السياسة الصارمة ضد قطر، فقد عقد الرئيس ترامب اجتماعات مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض في أبريل الماضي.

 

ويبدو أن ادعاءات الرشوة ترجع إلى دعوى قضائية رفعها محامي رابطة “بيغ 3” لكرة السلة، وأيضا مغني الراب الشهير، آيس كيوب، وشريكه في العمل جيف كواتينيتز، حيث زعموا أن الرميحي استثمر في المنظمة الرياضية في محاولة لرشوة صديق كواتينيتز -المساعد السابق للرئيس ترامب ستيف بانون- من أجل الوصول إلى إدارة ترامب والتأثير عليها.

 

واستنكرت شركة “سبورت ترينيتي أل.أل.سي” في بيان الدعوى والدوافع وراءها. وجاء في البيان “المعلومات التي وردت في إعلان كواتينيتز يمكن اعتبارها فقط فيلما من أفلام هوليوود. إن النزاع التجاري بين كواتينيتز وسبورت ترينيتي أمر لا شك فيه”.

 

والإثنين الماضي، واصل أفيناتي حملته ضد كوهين، حيث أخبر نيكولاس والاس مديرة شبكة قنوات “أم.أس.أن.بي.سي” أنّ “المسألة هي أن مايكل كوهين يتلقى الرشاوى في الأسابيع التالية للانتخابات، من أجل السماح للحكومة القطرية بالوصول إلى الإدارة الأميركية، وهو ليس لديه ترخيص العمل كموظف في إحدى شركات الضغط أو كعميل أجنبي”.

 

فالعمل كعميل أجنبي غير مسجل يعتبر جريمة فيدرالية، لكن قلة من تمت مقاضاتهم بهذه التهمة، ولم يقدم أفيناتي أي دليل ملموس على أن كوهين قد تلقى الرشاوى من قطر أو حتى من الرميحي أو أنه حتى كان يعمل لصالح الأسرة الحاكمة. ورفض أفيناتي طلب جريدة “أي.بي.سي” لدعم مزاعمه بأدلة وبراهين.

 

وأكد متحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن رواية شركة الرميحي عن الاجتماع، حيث قال جاسم آل ثاني في بيان له “تواجد أحمد الرميحي، الذي تقلد منصب رئيس الاستثمارات القطرية في هيئة الاستثمار القطرية من مايو 2016 إلى مارس 2017، في برج ترامب لكنه لم يشارك في أي اجتماعات. ومنذ مارس 2017، لا يمثل الرميحي الدولة القطرية في أي من الأمور الرسمية. كما أن قطر غير مسؤولة عن أي من أعماله التجارية الخاصة”.

 

ولم يتناول البيان الصادر عن شركة الرميحي الادعاءات بأنه كان يتباهى برشوة المسؤولين الأميركيين. وقال مصدر مقرب من الرميحي، إن فريق مراسلي “أي.بي.سي نيوز” لم يتصل بالدبلوماسي القطري السابق.

 

وقال الدبلوماسي السابق والسفير الأميركي الحالي، دنيس روس، لجريدة “أي.بي.سي نيوز” إن المخطط الذي رسمه أفيناتي يبدو “مذهلا” وفكرة أن دبلوماسيا قطريا كبيرا مثل الرميحي يحاول رشوة مسؤولي إدارة ترامب “لا تبدو منطقية بالنسبة لي”.

 

وقال روس الذي خدم في البيت الأبيض في عهد أوباما بعد عقود من عمله كضابط خدمة أجنبية “خلال الفترات الانتقالية، يتواجد الدبلوماسيون ممن يحاولون دخول الاجتماعات والالتقاء بالناس. هذا هو كل ما يفعلونه. لقد شاركت في عدة فترات انتقالية منذ إدارة ريغان، وكنت أشاهد العشرات من السفراء يحضرون ويحاولون معرفة ما هي السياسات الجديدة التي ستُقرها الحكومة”.

 

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية