عندما يذرف الدموع كبار السن فإن الخطب فادح والمعاناة أكبر من أن يصفها تعبير، فما صنعته مليشيات الحوثي الإرهابية في حقهم لا يوازيه جرم ولا يضاهي فداحته شيء.. أسرة تهامية فقدت جل أولادها الذكور لتصبح نازحة بلا ظهر ولا معيل.

 

المسن "حسين جبيلي" السبعيني فقد كل أولادة الذكور بعد أن حصدت ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية أرواح اثنين منهم، فيما أصابت رصاصة قناص المليشيات ثالث أبنائه الذكور وجعلت من جسده معاقاً عاجزاً عن فعل أي شيء.

 

وتسببت الألغام التي زرعتها مليشيات الإرهاب الحوثية قبيل دحرها من مديرية حيس في المزارع والطرق والمناطق الآهلة بالسكان، بحصد المئات من المزارعين والقرويين.

 

وفي حديث حسين الجبيلي لفريق "وكالة 2 ديسمبر" عن معاناته التي تسبب بها الحوثيون قال، إنه فقد اثنين من أبنائه الذكور بانفجار لغم كانت زرعتها مليشيا الحوثي في أحد الطرق بمديرية حيس، أثناء مروهم بدراجتهم النارية.

 

متبعاً حديثه بعبرات خانقة: "الحوثيون منعوا المواطنين الاقتراب من الانفجار وإسعاف أحدهم إذا ما كان جريحا، بل كانوا تطلق النار على كل من يحاول الاقتراب منهم ولم تسمح حتى بانتشال جثتيهما إلا بعد أكثر من عشر ساعات وهم مرميون بجانب الدراجة المتفحمة.. وتأكدت من موتهم جميعاً بعد ذلك".

 

يروي المسن حسن الجبيلي فصلا من فصول المأساة التي تعيشها الأسرة التهامية التي تعاني من ويلات جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي المتواصلة بحقهم، حيث كانت أسرة الجبيلي أنموذجاً واحداً للانتهاكات الحوثية بحق أبناء تهامة.

 

لم تتوقف معاناة أسرة الجبيلي عند موت ولديه بانفجار اللغم، بل أكملت مليشيا الحوثي الإجرامية على ما تبقى من أمل لدى هذا الشيخ المسن، وقام قناصة المليشيا بوضع رصاصته الغادرة على جسد ولده الثالث وتصيبه بإعاقة دائمة، لتكتمل بذلك المعاناة في منزل الجبيلي المتشح بالسواد والألم، وقد أصبح خاليا من كل شيء عدا الأطفال والنساء الذين فقدوا من يعولهم.

 

حسين الجبيلي لم يجد من يؤازره ويعينه على صعوبة الحياة بعد فقدان أولاده الثلاثة سوى فأسه التي يستخدمها كل صباح في جمع الحطب وسعيه خلف لقمة العيش بعد أن نزح وأسرته من مديرية حيس هرباً من جحيم قذائف مليشيا الحوثي الإرهابية، واستقر به الحال في مديرية الخوخة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية