أحداث الفيلم تدور حول صراع معروف تاريخيا باسم ثورة كونتات الشمال، وتركيزه بصورة أكبر على البطولة النسائية يعتبر تتويجا لحركة أنا أيضا.

 

لا توجد فترة من العام لطرح فيلم تاريخي في دور العرض السينمائي أفضل من موسم الجوائز، والذي يحين أواخر العام، حين تعلن ترشيحات الأوسكار والغولدن غلوب، وهذا الوصف ينطبق كأفضل ما يكون على فيلم “ماري ملكة اسكتلندا”، والذي ينتمي لنوعية الدراما التاريخية، حيث تدور أحداثه خلال القرن السادس عشر، تحديدا كنتاج للصراع الذي جرت أحداثه خلال عام 1569.

ويحمل الفيلم توقيع المخرجة جوزي رورك، وكتب له السيناريو بو ويلمون، الذي حقق شهرة كبيرة جراء مشاركته في مسلسل “بيت من أوراق الكوتشينة”، ويدور الفيلم حول صراع دب بين بلدين، والمعروف تاريخيا باسم ثورة كونتات الشمال، وهي محاولة فاشلة دبرها النبلاء الكاثوليك شمال إنكلترا للإطاحة بالملكة إليزابيث الأولى، واستبدالها بماري ملكة اسكتلندا.

وتدور أحداث الفيلم التاريخية خلال الفترة التي حلت فيها إليزابيث الأولى محل أختها غير الشقيقة، ماري الأولى ملكة إنكلترا عام 1558، وما صاحب ذلك من مشاحنات واعتراضات نظرا للشكوك التي حامت حول شرعية زواج والديها، هنري الثامن وآن بولين، وقد فتحت هذه الظروف المجال لظهور ماري ملكة اسكتلندا على مسرح الأحداث، وهي من نسل مارغريت تيودور شقيقة هنري. وقد تمخض هذا عن صراع على العرش لمواجهة محتدمة وشيقة في الوقت نفسه بين المرأتين القويتين.

وتلعب بطولة الفيلم النجمتان: ساوورس رونان في دور ماري الأولى ومارغو روبي في دور ابنة عمها، إليزابيث الأولى، كما يضم فريق العمل كلا من جاك لودن وجو الوين وديفيد تينانت وجاي بيرس، في العمل المأخوذ عن رواية جون جاي “قلبي ملكي: حياة ماري ملكة اسكتلندا”، وأعد لها بو ويلمون المعالجة الدرامية للتقديم على الشاشة.

ويركز الفيلم بصورة أكبر على البطولة النسائية، وهي الظاهرة التي تأكدت بصورة أكبر في صناعة السينما على مدار العام الجاري، وتعتبر تتويجا لحركة “#أنا أيضا”، حيث تتكرر مرة أخرى توليفة العمل الذي تلعب بطولته نساء وتخرجه نساء، لتتحول النساء في مجال الإخراج من مجرد استثناء نادر إلى القاعدة العامة، وهو ما يعني المزيد من الاعتراف والمساواة في عالم ظل لعقود طويلة حكرا على الذكور.

والطريف في الأمر، أنه للعام التالي على التوالي، تتصدر كلا من رونان وروبي التوقعات في موسم الجوائز، وكانت النجمة الأسترالية قد لعبت العام الماضي بطولة “أنا تونيا”، وهو فيلم من نوعية السيرة الذاتية، ونالت عنه ترشيحا للأوسكار من فئة أفضل ممثلة، ولكنها حصلت على أوسكار أفضل ممثلة دور ثان عن الفيلم الذي يحمل توقيع إليسون جيني.

وبالنسبة لرونان، فقد كان لها حضور قوي في موسم الجوائز، نظرا لمشاركتها المميزة في فيلم “ليدي بيرد”، الذي لعبت بطولته عام 2017، وحصل على خمسة ترشيحات للأوسكار، من بينها فئة أفضل ممثلة.

وعلى الرغم من أنه حتى الآن، لم يتشكك أحد في مدى جودة الفيلم فنيا وسينمائيا، تعالت أصوات تنتقد مستوى الدقة العلمية في التعامل مع تفاصيل الأحداث التاريخية التي تتخلل مراحل العمل، في إشارة واضحة إلى عيوب في السيناريو، مع تحذيرات بتوخي الحذر تفاديا لأي لبس أو ارتباك قد يتسبب فيه ذلك لدى الجمهور الذي سوف يشاهد العمل
ومن ناحية أخرى، دافع بعض النقاد عن العمل، على اعتبار أن التصرف وتحريف بعض الأحداث التاريخية مسموح بهما، طالما أن ذلك يساعد على تفاعل الجمهور مع العمل وإطاره التاريخي بصورة أفضل.

 

صحيفة العرب اللندنية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية