في مثل هذا اليوم (4ديسمبر2017) اغتالت مليشيات الحوثي الإرهابية الزعيم علي عبدالله صالح في بيته ومعه الشهيد عارف الزوكا رحمة الله تغشاهما.

 

لن نتحدث هنا عن الطريقة التي تعاملت بها هذه المليشيات مع المؤتمرين والصف الجمهوري والشعب اليمني عموما الذي حطّت من قدره وتعالت عليه ومكّنت نفسها من التحكم بمصائر الجميع؛ معتبرة ذلك حقا أعطته إياها السماء وتفويضا رسميا، ربانيا، محمديا، حسينيا لا يقبل أي نقاش ولا ينازعها فيه أحد.

 

وإنما سنلقي إشارة سريعة إلى ردة فعل الشعب اليمني بعد جريمة الاغتيال، وكيف صار ينظر لهذه الجماعة الإرهابية نظرة أكثر عمقا ووعيا تعكس تعديلا وتصحيحا للمواقف السابقة، وهذا ما جعل المعادلة على الأرض تتغير بصورة دراماتيكية، وصار من الواضح أن ما بعد 4ديسمبر ليس كما قبله، ولعل أول الخطوات الشعبية الملموسة هي اتخاذ قرار مؤتمري وطني جماعي موحد تمثل بعدم تزويد الكهنوت بالمقاتلين أو منحه أي غطاء ودعم معنوي وسياسي كما  كان حاصلا قبل اغتيال الزعيم.. وها هو الصف الجمهوري وقواته وكتنفيذ عملي على الأرض يتواجد في قلب مدينة الحديدة، وعلى بعد عدة كيلومترات من ضحيان وجبال مران في صعدة وغيره.

 

المهم وبقدر ما شعرت الحوثية بالذعر بعد اغتيالها للزعيم والأمين بقدر ما أصيبت بالهستيريا التي دفعت بها إلى التورط أكثر في ارتكاب الجرائم والإيغال في الانتهاكات والاستهانة بالشعب اليمني، مطلقة العنان لقطعانها في التوحش ومصادرة الحقوق العامة والخاصة وفي مقدمتها الحقوق الإنسانية لشرائح المجتمع المختلفة، وكل من شكّت بأن قلبه ونفسه غير عامرين بالإيمان بصرخة الموت وولاية عبدالملك الحوثي الخرافية.

 

لكن الأمر المؤكد هنا هو أن هذه الهستيرية تُعجل بزوال هذه الجماعة وتطوي صفحتها وإلى الأبد فالعد التنازلي لعمرها يسير بسرعة فائقة جدا أسرع مما كان يتوقع الكثير من المراقبين.

 

وبغض النظر عن كون العالم يقف متواطئا أو شبه عاجز أمام بشاعة الحوثية وأعمالها الإرهابية البربرية، ها هو الشعب اليمني يتكفل بمهمة الدفاع عن نفسه ويحشد رجالاته وأبطاله إلى جبهات الشرف في الساحل الغربي وغيره من أجل وضع حد لهذه الفاشية وتحرير الوطن من هذا الوحش الحوثي الجامح الذي يسكنه الشر والغدر بطريقة استثنائية.

 

وبما أن اليمنيين الذين يواجهون قطعان الحوثية في مختلف الجبهات يحملون قضية عادلة فها هي قواتهم الباسلة المتمثلة بالمقاومة اليمنية وبدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد حققت تقدمات كبيرة ونوعية غيرت خارطة الأحداث في الحديدة وصعدة وحجة والبيضاء وغيرها..

 

متحدين بربرية الحوثية وغير آبهين بداعميها وبحيلها ودموع التماسيح التي تذرفها ما بين فينة وأخرى؛ لأنهم قد خبروها منذُ سنوات ولم يعد أحد جاهلا بألاعيبها المنحطة ودسائسها المفضوحة التي لم تعد تنطلي على أحد، بل على العكس الكل اليوم يجند ضدها ويزحف في مختلف مواقع الشرف لاستعادة الجمهورية والهوية اليمنية العربية وحق التعليم والصحة والحرية والكرامة.

 

فلجميع يعلم يقينا إنها من أكثر الجماعات والمليشيات كرها للتعليم والحرية والديمقراطية والتسامح.. ومن أكثر الجماعات المتطرفة في العالم فسادا وغدرا وكذبا وانحطاطا ودموية ونظن أن هذا القول لا يحتاج إلى أي دليل أو شاهد فالحال يغني عن المقال.

 

غنيٌّ عن البيان القول إن الحوثية تآمرت على الزعيم علي عبدالله صالح وحزبه، لكنها في الوقت نفسه ساقت نفسها إلى السقوط والهلاك في انهيار وانهزام مخزٍ ومعيب ومذل تستحقه بعد أن ظلت لسنوات تحفر في صخرة تآمراتها، وتنصب الفخاخ في طريق تحالفها الشكلي مع الزعيم والمؤتمر إلى أن أحكمت سيطرتها ونهبها لمقدرات الجيش والدولة اليمنية، وإدخال المسلحين إلى العاصمة صنعاء في ذكرى ما يسمى بالمولد النبوي أواخر شهر نوفمبر 2014، ومن ثم انقضت على بيوت أقاربه وأبنائه وأبناء أشقائه ومن ثم بيته لتغدر به في بيته ومعه أمين عام حزبه.. مغامرة بحياة اليمنيين ومعتقدة إن الشعب خُلِق لخدمة عصابة الموت وسيقف خانعا مطأطئ الرأس أمام ممارساتها الاستبدادية الاستعبادية.

 

على أية حال.. ليصح القول هنا إن جريمة اغتيال الزعيم كانت تستحق إنشاء محكمة دولية على غرار المحكمة التي أنشئت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وربما أن جريمة الحوثية أبشع منها على اعتبار أنها اعتدت عليه إلى بيته في الثنية وأعلنت ذلك ووثقته وبثته في وسائلها الإعلامية بالصوت والصورة المتحركة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية