ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر تتصدر اهتمامات الأوساط الشعبية والرسمية والعربية
على نحو واسع في الوسط الشعبي اليمني والرسمي، بمشاركة عربية شعبية ورسمية، يحيي الجميع الذكرى الأولى لانتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح ورفيقه الشهيد عارف الزوكا أمين عام المؤتمر الشعبي العام، ضد قوى الرجعية والظلام برفقة الرجال المخلصين الأوفياء لجمهوريتهم ودولتهم.
واتحدت المواقف في إحياء هذه الذكرى باعتبارها ذكرى وطنية جسدت المعنى الحقيقي للنضال من أجل اليمن، ومواجهة سطوة الكهنوت الجديد، انطلاقاً من المسئوليات الوطنية والأخلاقية والمجتمعية التي حملها الشهيد الزعيم على عاتقه عند إعلانه موعد الانتفاضة الشعبية ضد جماعة الانقلاب الرجعية.
ووصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني هذه الذكرى بأنها "تذكرنا بالجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية واغتيالها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعارف الزوكا، واقتحام مقرات ومنازل قيادات المؤتمر وتصفية واعتقال وتعذيب الآلاف من قيادات وكوادر المؤتمر ومصادرة ممتلكاته والسطو على كل الوسائل الإعلامية".
وأكد الإرياني في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "ما حدث في 2 ديسمبر الدامي أكد أن المليشيا الحوثية مجرد عصابة دموية مارقة لا تقبل أحدا، ومن العبث والخطر الحديث عن شراكة معها لإدارة الدولة وإدماجها في الحياة السياسية أو التعامل معها كأحد المكونات السياسية وأن السبيل الوحيد لإحلال السلام المستدام في اليمن هو استعادة الدولة".
واستنكر الوزير الارياني تحديد الرابع من ديسمبر موعداً للمشاورات بين المليشيات الإرهابية والحكومة اليمنية. لافتاً إلى أن ذلك "يؤكد جهل المجتمع الدولي بحقيقة الحركة الحوثية واستحالة التعايش والشراكة وإحلال السلام بين المكونات السياسية والاجتماعية ومليشيا إرهابية لا لها عهد ولا ميثاق".
وفي خضم المواقف العربية التي تطرقت إلى هذه الذكرى المُشرفة كتب الكاتب الصحفي السعودي سامي العثمان "انتفاضة شرفاء اليمن في مواجهة المشروع الفارسي الخميني الحوثي، وعدم السماح للعصابة السلالية الإرهابية بتمزيق الصف الوطني". مردفاً إنها انتفاضة "جاءت بعد تجويع وإذلال وتخويف وإرهاب أبناء اليمن وقمع حرياتهم في التعبير عن رأيهم.. الحق دائما ينتصر".
من جانبه قال عضو هيئة الصحفيين السعوديين خلف الدوسري "إن الثاني من ديسمبر انتفاضة شعب من أجل معاناة الشعب من سياسة الفساد والنهب للمال العام ومرتبات الموظفين".
وعلى ذات الصدد يشير الصحافي المصري د .سيد علي إلى أن مرور عام على ذكرى اغتيال الرئيس السابق لليمن الزعيم علي عبد الله صالح، وتمر الذكرى في ظروف صعبة للمؤتمر الشعبي العام في ظل حالة الانقسام الحالية". مُزيداً "نتمنى أن تبقى ذكرى اغتيال صالح تجسيدا لمحاولة لم الشمل. فضياع المؤتمر الشعبي العام، سوف ينعكس على اليمن ككل". مبيناً أن "جماعات التطرّف والعنف هي المستفيد الأكبر؛ فبقاء المؤتمر الشعبي موحدا من شأنه أن يساعد على استقرار اليمن والخليج ومصر".
ويتابع الدكتور سيد علي بالقول إن "أمن البحر الأحمر والخليج مرتبط فقط ببقاء المؤتمر موحدا لمجابهة التحديات السياسية والأمنية لدول المنطقة بأكملها".
ويلفت الخبير والمحلل العسكري الإماراتي خلفان الكعبي إلى أنه "قبل عامٍ الزعيم علي عبد الله صالح ينهي تحالفه مع الحوثيين، ولأنهم يعلمون أن ذلك سيعجل بنهايتهم فسارعوا لقتله وظل يقاومهم حتى استشهد".
وقال الكعبي "ظن الحوثة أن قتل الزعيم سيكرس نفوذهم لكن سرعان ما اكتشفوا حماقتهم وأن الزعيم مكانته لدى الجميع مهما اختلفوا معه مكانة عالية رفيعة تليق بالزعماء".
واعتبر المذيع السعودي عبد المجيد الطوسان "أن انتفاضة 2 ديسمبر هي من أجل الجمهورية والثورة والحرية واستعادة مؤسسات الدولة التي سلبتها الميليشيات الحوثية. هي انتفاضة شرفاء اليمن ضد الميليشيات الحوثية وعدم السماح لهذه العصابة العنصرية السلالية بتمزيق الصف الوطني". مردفاً "انتفاضة 2 ديسمبر تعد تحقيقا للوصايا العشر التي أطلقها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للانتفاض ضد ميليشيا الحوثي بعد أن فض شراكتهم معه فغدروا به وصفوه".
ولم تتجاهل الصحف العربية هذه الذكرى وتناولتها بما يجسد القيم النبيلة للانتفاضة اليمنية، إذ تورد صحيفة عكاظ السعودية أن الشعب اليمني "يقف هذا اليوم في وجه أتباع إيران الذين حاولوا استغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن وتهديد الأمن القومي العربي ومصالح البحر الأحمر الدولية".
وتتابع الصحيفة بالقول "انتفاضة 2 ديسمبر عملت على تعرية المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران ومشروعها لتغيير نهج الشعب اليمني وعقيدته". وهو ذات الموقف الذي ورد في صحيفة "المناطق" السعودية التي اعتبرت الانتفاضة بأنها "من أجل الجمهورية والثورة والحرية واستعادة مؤسسات الدولة التي سلبتها الميليشيات الحوثية".
وبالعودة إلى المواقف الشعبية اليمنية في إحياء هذه الذكرى يقول الأستاذ الجامعي بجامعة ذمار د عبدالله صلاح، عن الزعيم الشهيد "مهما يقولون عنك، فالتاريخ لا يظلم أحدا في عهدك، تعلمنا ونلنا أعلى الشهادات على نفقة الدولة في عهدك، عرفنا الصحافة والحزبية والتعددية والديمقراطية في عهدك، طعمنا الحرية والكرامة والعزة. في عهدك، استلمنا المرتبات والمكافئات والحقوق كاملة".
وزاد "لم تكن قديسا ولا من الملائكة، كنتَ بشراً أصبتَ وأخطأتَ، وعملت جهدك، فبنيت المدارس والجامعات والمؤسسات واستخرجت النفط، وحققت الوحدة الوطنية، وحافظت على وحدة النسيج المجتمعي، فلا طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية". مختتما حديثه "السلام والرحمة والخلود لروحك الطاهرة".
وينشر الصحافي اليمني مختار الرحبي على صفحته في تويتر مشيداً بمواقف الشهيد الزعيم الصالح "رحم الله الرئيس السابق علي عبد الله صالح والشهيد الذي ضرب مثلا في الوفاء والصدق مع صديقة وزعيم حزبه، الشهيد عارف الزوكا ونسأل الله الرحمة والخلود لكل الشهداء".
أما علوي الباشا بن زبع عضو مجلس الشورى اليمني عضو البرلمان العربي فيرى أنه "في ذكرى انتفاضته رحم الله الشهيد الكبير الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح ورحم الله رفيقه الشهيد الوفي عارف الزوكا، من المعروف أننا عارضنا الرجل اغلب سني عهده بأخلاق الرجال ومن فوق الطاولة وانه تحملنا بأخلاق القادة لم يعتقل ولم يسئ لنا وأفضى إلى ما قدم مقاتلا وهذا عندنا يكفي".
وفي وارد الكتاب الذين كتبوا النعي بالرحمة في هذه الذكرى، كتب الناشط والصحافي همدان العليي "رحم الله الشهيد علي عبدالله صالح والشهيد عارف الزوكا وكل شهداء انتفاضة الثاني من ديسمبر واللعنة على الإمامة النازية ومن يناصرها". أما الشيخ محمد الدعام وكيل أول محافظة إب فقال "إن الذكرى الأولى لانتفاضة ٢ ديسمبر والتي كانت ستلتهم الحوثيين من الداخل، وقد كان على رأس شهدائها الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والأستاذ عارف الزوكا الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام وعدد كبير من الشهداء رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته".
وتدافع ملايين اليمنيين اليوم للتعبير عن تمسكهم بالانتفاضة وإحياء هذه الذكرى، ومنهم عبدالرحمن معزب عضو مجلس النواب، الذي شدد على أنه "في مثل هذا اليوم عادت اللُحمة اليمنية العربية ، وأخمدت نار فارس في اليمن".