احتفالات الحوثيين الباذخة على أنين الجائعين
ينفق الحوثيون ببذخ الملايين على التحشيد لاحتفالاتهم الاستعراضية والطائفية بعد نهبهم قوت اليمنيين وتجويع الشعب وتخليهم عن أي التزامات تجاههم منذ انقلابهم على السلطة وسيطرتهم على صنعاء وعديد من المحافظات بقوة السلاح.. فهل حشود واحتفالات مليشيا الحوثي هذه مؤشر على قوتهم وشعبيتهم وفي ظل أسوأ أزمة جوع تعصف باليمنيين بتبعات انقلابهم؟ وإن كان كذلك ولديهم كما يدعون شعبية، فلماذا يخشون من أي مسيرات أو احتجاجات ضدهم؛ ويعملون لذلك ألف حساب ويمارسون القمع الوحشي ضد أي تحرك ولم تسلم منهم حتى النساء وطالبات الجامعات والمدارس؟
تساؤلات أثارتها نقاشات على صفحات التواصل الاجتماعي سلطة الضوء بداية على حقيقة يعرفها كل من يعيش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وهي أن أغلبية من تدفعهم المليشيا لحضور هذه الفعاليات، يحضروا مكرهين، مثل الطلاب والموظفين وجنود الأمن والجيش.
وجميع تلك الفئات يتم إلزامهم بالترهيب على الحضور وفق تعاميم تكشفها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دوما مع كل فاعلية طائفية للحوثيين، وهو ذات الحال في الأرياف حيث استخدموا سلطة المشايخ والمال والسلطة.
ويؤكد الباحث السياسي الدكتور عبد الناصر المودع أن النظم التي تقوم على فكرة زائفة كالحوثية منهجها الضروري: القمع وتكميم الأفواه والدعاية المكثفة والحشود الدائمة. فالقمع ضروري لمنع المعارضين، والدعاية لتزييف الوعي والحشد لخلق ثقافة القطيع، حيث لا رأي يخالف العقيدة السائدة الصادرة عن مركز الحكم.
وأضاف أنه "عبر الحشود يتم إلغاء العقل الفردي، ويتم خلق عقل جمعي موجه من قبل مركز الحكم، فالحشود تعمل على تماهي الفرد مع الروح الجمعية عبر الإيحاء والعدوى، وتهز ثقة المتشككين، والذين يقولون لأنفسهم ليس من المعقول أن كل هذا الحشد يؤمن بفكرة زائفة."
ويرى الدكتور المودع أن التحشيد ليس مسألة احتفالية لنظم الاستبداد الشمولي كالحركة الحوثية إنما هو من صميم منهجها في الحكم، وليس مهماً ما ينفق عليها. مضيافا بالقول "منجستو هيلا ماريم أنفق جزءا كبيرا من ميزانية الدولة في عام ٨٤ ليحتفل بذكرى انقلابه؛ في وقت كانت بلاده تعيش مجاعة هزت العالم إلا رئيس إثيوبيا".
وأوضح الباحث السياسي الدكتور المودع أن كثرة استعراضات فاعليات التحشيد الحوثية دليل على نهجهم الاستبدادي الشمولي وليس على شعبيتهم؛ موكدا أن الحشود المتكررة هي تعويض عن ضعف شرعية حكمهم.
مضيفاً، "هكذا عمل النازيون والفاشيون والشيوعيون والإسلاميون وتعمل كل النظم الشمولية وكل مغتصبي السلطة والحكم".