تحرير الحديدة يؤمن الملاحة الدولية ويحرم ميليشيا الحوثي من السلاح الإيراني و60 مليار ريال شهرياً
عندما يبلغ الظلم ذروته وتنتهك كرامة الإنسان وتنعدم الإنسانية.. تكون الحرب حلماً رغم وحشيتها، وتصبح تسبيحاً تردده ألسنة المدنيين الذين يبحثون عن الكرامة والحرية بأثمان باهظة.
لقد كانت الحرب في مدينة الحديدة آخر الوسائل بعد أن فشلت كل مساعي السلام، وتم تكرار المحاولات أمام ميليشيا الحوثي التي ترد بالرفض وتقود الأمور إلى الحرب، حينها أدرك سُكان الحديدة أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لتخليصهم من ميليشيا الحوثي التي أذاقتهم أصناف العذاب وجرعتهم مرارة انتهاك كرامتهم وإنسانيتهم.
لا يبدو الأمر غريباً عندما ترى أبناء الحديدة يستبشرون بالحرب ويتمنونها، لأنهم يدركون مدى أهميتها في محو ظلام الظلم الذي أسدلته ميليشيا الحوثي على مدينتهم.
اليوم باتت محافظة الحديدة تعيش الفرح الذي لا تزعزعه أصوات الحرب، فتباشير عودة مدينتهم إليهم باتت قريبة جداً كما يقول المواطن سليمان عبد الكريم لـ"وكالة 2 ديسمبر"، ويضيف: "منذ 4 سنوات ونحن نعيش الإذلال وبلا كرامة، ونتمنى الموت في كل لحظة، فكيف لنا أن لا نفرح اليوم ونتبسم ونحن نشعر بأننا على موعدٍ مع الحرية؟".
الحرية ولا شيء سواها.. هي التي تدور في رأس كل أبناء تهامة، فتجربتهم في العيش تحت سيطرة ميليشيا الحوثي كانت كافية بأن تدفعهم إلى البحث عن الحرية وبثمن غالٍ ولو كان ذلك الثمن هو أرواحهم.
في المقابل تدفع ميليشيا الحوثي بعناصرها باستماته كبيرة كونها تُدرك الخسارة التي ستلحق بها بعد سقوط الحديدة من تحت سيطرتها، وأن ذلك سيكلفها العودة إلى الكهوف التي لم تعد آمنة، بمعنى أنها ستنتهي إلى الأبد.
وفي ذات السياق حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على معلومات حصرية من مصادرها تفيد بأن ميليشيا الحوثي كانت في السنتين الأولى من سيطرتها على مدينة الحديدة تحصد 60 مليار ريال شهرياً، وذلك من خلال الإيرادات التي يوفرها ميناء الحديدة الذي يُعد من أهم موانئ البحر الأحمر، ويستحوذ على ما نسبته 70% من الواردات إلى اليمن.
من جانبه أحد المحللين السياسيين يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي استخدمت ميناء الحديدة لشن هجمات بحرية ضد الملاحة الدولية وتهريب الأسلحة، حيث هاجمت في أبريل 2018 ناقلة نفط سعودية، ويُعد ذلك عملاً إرهابياً يهدد الملاحة الدولية ويُعرض مصالح العالم للخطر.
ويُشير المحلل السياسي إلى أن تحرير الحديدة سيقود إلى إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية وإنهاء خطر المد الإيراني، كما سيعمل على تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وسيوقف الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي بالأسلحة التي تُصوب لقتل اليمنيين وتحاول زعزعة استقرار دول الجوار وتهدد الملاحة الدولية، خاصة أن ميليشيا الحوثي الإرهابية استغلت ميناء الحديدة في تهريب الأسلحة الإيرانية المختلفة بما فيها الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تُطلقها على المدن اليمنية وتصوبها باتجاه المملكة العربية السعودية، ووفقاً للبيانات الإحصائية السعودية فقد أطلقت ميليشيا الحوثي 150 صاروخاً باتجاه المملكة.
بدوره أحد الباحثين الاقتصاديين يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن تحرير مدينة الحديدة من ميليشيا الحوثي سيوقف الخطر المحدق بممر مائي أساسي للاقتصاد العالمي، والذي تمر عبره نحو 15% من خطوط التجارة الدولية.
ويُشير الباحث الاقتصادي إلى أن إنهاء سيطرة ميليشيا الحوثي على مدينة الحديدة ومينائها سيحرم الميليشيا من أهم مصادر دخلها التي تمول بها حربها على اليمنيين، خاصة أن الميليشيا ظلت طوال فترة سيطرتها على الحديدة تنهب إيرادات هذا الميناء دون أن تودعها في خزينة الدولة بل توجهها لبناء ثروتها وتمويل أعمالها القتالية.
ويضيف: "في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على الحديدة ترد الأوضاع الإنسانية بصورة كارثية، فهي حولت الميناء لخدمة مصالحها وتاجرت بقوت الناس وعمدت إلى خلق الأزمات وحولت البلد إلى سوق سوداء تبيع فيها الغذاء والدواء والمشتقات النفطية بأسعار مضاعفة عشرات المرات عن السعر الحقيقي، ولم تكتفِ بذلك بل إن الميليشيات الكهنوتية جعلت من سيطرتها على ميناء الحديدة وسيلة للمتاجرة بالمعونات الإغاثية، حيث تقوم بنهب جزء كبير من المساعدات الإنسانية الخاصة باليمنيين لصالحها وتقوم بمنح مقاتليها جزء منها وبيع ما تبقى في الأسواق".