خيانة العهود والمواثيق والاتفاقات وسيلة المليشيات الحوثية للوصول إلى غاياتها
يكاد جميع اليمنيون يتفقون على عدم الثقة في أي اتفاق تدعو له ميليشيات الحوثي الكهنوتية ويطالبون بسرعة تخليص الجمهورية من خطرها الكهنوتي، فمنذ نشأتها لم يعرف الشعب اليمني عن المليشيات سوى الإرهاب والطائفية وخيانة العهود والتنصل من الاتفاقات التي تبرمها، ولم يسبق أن أوفت أو نفذت اتفاقًا واحدًا وقعت عليه.
ولم تشتهر ميليشيات الحوثي سوى بخيانة الاتفاقات والتنصل عنها، بدءاً بحروب التمرد الست، إلى حرب دماج، مرورًا باتفاق السلم والشراكة، وصولًا إلى اتفاقات الهدن والمفاوضات السياسية. أكثر من 40 اتفاقًا وقعت عليها المليشيات الحوثية ولم يصمد واحد منها، أفشلتها جميعا. لماذا؟ تجيب مصادر سياسية مطلعة على تاريخ المليشيات، أن الأخيرة لا تملك قرارها، بل أنها مسلوبة القرار الذي هو بيد إيران، ضف إلى ذلك، أن مشروع المليشيات إرهابي كهنوتي طائفي إمامي، لا يتوافق مع ما كانت توقع عليه.
وبحسب المصادر، يحفل تاريخ المليشيات بعشرات الاتفاقات التي وقعت عليها وأفشلتها لاحقًا، موضحة أكثر، أفشلت جميع اتفاقات حروب التمرد الست على الدولة، وبعد ذلك، وقعت اتفاقًا مع سلفيي دماج، أفشلته لاحقًا، وبعدها، وقعت اتفاق السلم والشراكة مع القوى السياسية وأفشلته لاحقًا، وبعده كذلك، وقعت اتفاقًا مع المؤتمر الشعبي العام وأفشلته لاحقًا واغتالت زعيمه الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح، إضافة إلى أنها وقعت العديد من الاتفاقات والهدن برعاية الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية وأفشلت جميعها.
أخر هذه الاتفاقات والعهود، وفق المصدر، تعهد المليشيات بالتوجه إلى مفاوضات جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفث قبل أشهر، عندما كانت مدينة الحديدة تضيق بها عندما وصلت طلائع القوات المشتركة إلى مطار الحديدة الدولي، وكان مصيره كسابقيه، إذ رفضت المليشيات التوجه إلى جنيف وطرحت مبررات سرعان ما انكشف زيفها بتوضيح التحالف العربي، أنه لم يمنع هبوط طائرة أممية لنقل وفد المليشيات إلى المفاوضات، ورفض الأخيرة التوجه إلى المفاوضات إلا برفقه جرحاها.
ويبدو هنا واضحًا، أن ميليشيات الحوثي هربت إلى المفاوضات السياسية ليس لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، ولا لإنهاء معاناة الشعب اليمني نتيجة ممارساتها وجرائمها، إنما لدفع المجتمع الدولي لممارسات ضغوطًا لوقف استكمال تحرير المدينة، بمبرر إتاحة فرصة للمفاوضات الأممية، عندما سرعت القوات المشتركة وتيرة عملياتها العسكرية تنصلت المليشيات عن العهد والاتفاق، ورفضت التوجه إلى الجولة التي كان مصيرها كسابقتها من الجولات الأممية التي أفشلتها المليشيات الحوثية.
توضح المصادر، أن المليشيات الحوثية ليست جدية في التعاون أو الحرص على إيجاد حل سياسي للوضع في اليمن، بل تتخذ من المفاوضات مناورة هدفها إنقاذ نفسها عقب الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في مدينة الحديدة، مؤكدة، أن المليشيات لا ترضخ للمفاوضات إلا عندما تدرك أنها ضعيفة وغير قادرة على الموجهة وأنها على وشك الخسارة. وترضخ ليس لإيجاد حل سياسي، إنما للمناورة وكسب مزيد من الوقت الذي تحاول به إعادة ترتيب صفوفها.
وقالت، إن تاريخ المليشيات الحافل بالتنصل عن الاتفاقات والعهود، كافٍ للحكم على أنها لا يمكن أن تكن جادة في أي مفاوضات تطالب بها أو توقع عليها. ولا تتفاءل المصادر، بأي دعوة أو جولة مفاوضات سياسية مع المليشيات الحوثية، مشيرة إلى أن مشروع الأخيرة مشروع تدميري عنصري طائفي لا يؤمن بالنظام والقانون ولا الديمقراطية والجمهورية، وتطالب بحسم المعركة عسكريًا مع المليشيات وتخليص الجمهورية من خطر إمامي يختطف بعض المحافظات.
وترى المصادر، من أي جولة تفاوضية يجرى الترتيب لها، إضاعة للوقت وهو ما تريده المليشيات الحوثية وفق قول المصادر، التي تابعت موضحة، "عندما لاحظت المليشيات أنها على موعد قريب مع هزيمة مؤكدة في محافظة الحديدة، هربت إلى المفاوضات السياسية وطالبت المجتمع الدولي ممارسة ضغوطًا لوقف زحف حراس الجمهورية لاستكمال تحرير المدينة، حتى تظل متواجدة في المدينة.
وسيكون مصير الجولة القادمة كسابقاتها من الجولات والاتفاقات، بحسب المصدر، التي قالت، إن المليشيات هدفت من الموافقة على حضور الجولة وقف المعركة في مدينة الحديدة فقط، وبعد تأكدها من وقف المعركة، ستقوم بإفشال الجولة، تمامًا كما فعلت في الجولات السابقة.
وهنا، تبدو الضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، على استكمال حسم معركة الحديدة، فهي رئة المليشيات الحوثية التي تتنفس بها، وفي حال تحريرها، تكن القوات المشتركة قد خلصت الملاحة الدولية من خطر إيراني يداهمها، وتكن كذلك، قد حررت سكان المدينة من معاناة يكابدونها منذ ثلاث سنوات، إلى جانب، أنها ستمنع تهريب الأسلحة الإيرانية للمليشيات، وستقطع أهم الموارد الرئيسية للمليشيات الذي تمول به حربها على الشعب اليمني.