تزايد انتهاكات وجرائم المليشيات الحوثية بحق سكان مدينة الحديدة
ترسخت القناعة لدى ميليشيات الحوثي الكهنوتية أكثر فأكثر بأنها لا تملك أي حاضنة شعبية لها بمحافظة الحديدة، فسيطر الخوف والقلق على مصيرها مع اقتراب موعد الهزيمة القاسية المؤكدة التي تنتظرها في المدينة عاصمة ذات المحافظة، وأصبحت ترى جميع سكان المدينة أعداء لها، فوسعت دائرة استهداف المدنيين، بسلسلة من الانتهاكات والجرائم. ذلك، أظهرته الجرائم الحوثية خلال اليومين الماضيين في المدينة.
وعندما أقدمت المليشيات الحوثية على قطع شبكة الإنترنت بشكل كامل عن المدينة، لم يكن ذلك يهدف لحجب الحقيقة عن سكان المدينة، فهم يعلمون الحقيقة لأنهم قريبون منها، إنما لإخفاء وجهها البشع في المدينة عن العالم.
وبين الاختطاف والتجويع والتفخيخ توزعت انتهاكات المليشيات الحوثية بمدينة الحديدة خلال اليومين الماضيين، حسب إفادة مصادر محلية لوكالة "2ديسمبر"، أكدت تزايد وتنوع وتوسع انتهاكات المليشيات بحق سكان المدينة، بما في ذلك السكان النازحين من المدينة.
وأبلغ السكان الوكالة، بتنفيذ المليشيات حملة مداهمات واسعة طالت عشرات المنازل في عدد من أحياء المدينة، موضحين أكثر: "اقتحمت المليشيات شوارع شمسان وجمال وحارة غليل والمطراق، وانتشرت بشكل مكثف في تلك الأحياء"، وقامت لاحقًا، بحسب المصادر، بمداهمة عشرات المنازل، واعتقال عدد من السكان.
وتوسعت دائرة الاقتحامات والمداهمات وفق السكان إلى الحي التجاري من جهة الكورنيش، وكذلك إلى مربع مدرسة 27سبتمبر في المدينة، وامتد لاحقًا إلى عديد منازل في منطقة السلخانة والحي القديم وباب مشرف ومدينة العمال.
وأكد السكان، اختطاف عشرات المدنيين من الأحياء المذكورة بعد مداهمة عدد من منازل تلك الأحياء، التي حولت بعضها إلى مقرات للعناصر الحوثية، وقال أحدهم، أن المليشيات حولت عددا من المنازل في الحي التجاري من جهة الكورنيش إلى مقرات لمقاتليها، ونشرت عناصرها على أسطح هذه المنازل.
ودفعت هذه الاقتحامات والمداهمات عشرات الأسر إلى النزوح ،بعضها إلى العاصمة صنعاء وبعضها إلى مناطق ريفية في المدينة، بحسب مصدر مطلع، أفاد بفرار عشرات الأسر من داخل المدينة خلال اليومين الماضيين خوفًا من بطش وجرائم المليشيات وتحويلهم إلى دروع بشرية خلال معاركها مع المقاومة المشتركة.
وإلى جانب ما تقدم، قامت المليشيات الحوثية بتفخيخ عدد من مداخل الأحياء، واستحدثت خنادق جديدة في عدد من شوارع المدينة، وشكا سكان محليون للوكالة من صعوبة التنقل، مشيرين، إلى منع المليشيات مرور المركبات في بعض الشوارع وإغلاق بعضها بشكل كامل.
وقالوا، إن الحركة شلت بشكل كامل في المدينة خلال الأيام الأخيرة بفعل انتشار المليشيات واستحداث الخنادق وإغلاق الطرقات، وتفخيخ بعضها، وخشية السكان من سقوطهم بألغام المليشيات الحوثية المزروعة في مختلف الشوارع والأحياء.
وهنا، يبدو واضحًا سيطرة الخوف على ميليشيات الحوثي في ظل إدراكها عدم وجود أي حاضنة شعبية لها داخل المدينة، والحلقة التي بدأت تضيق عليها خلال الأيام الأخيرة مع انهيار الدفاعات الحوثية وفشل جميع التكتيكات العسكرية في وقف تقدم حراس الجمهورية الذين يواصلون تقدمهم في الأثناء في مختلف جبهات المدينة، ما دفعها إلى تدشين سلسلة الجرائم للانتقام من المدنيين الذين تريد المقاومة المشتركة تحريرهم من المعاناة التي يتكبدونها منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
وما يؤكد ذلك، هو تطور الرفض الشعبي ضد المليشيات الحوثية إلى مرحلة جديدة، بإقدام مجهولين على إحراق دورية ميليشياوية بالزجاجات الحارقة في حي الزهور بمنطقة السلخانة، ما أدى إلى إعطاب الدورية الحوثية وإصابة من كانوا على متنها، وهو ما دفعها إلى تنفيذ الجرائم للانتقام من جميع المدنيين.
ولمحاولة إخفاء بشاعتها داخل المدينة، كانت المليشيات قد أقدمت أمس الأول على قطع شبكة الإنترنت الأرضي بشكل كامل عن المدينة، وقبل ذلك، قطعت شبكة الإنترنت عن شبكات الهاتف المحمول.