أطل زعيم عصابة الكهنوت الحوثي، اليوم الأربعاء 7 نوفمبر 2018، نائحا وشتاما ومهزوما ومتسولا المدد من القبائل، ومناشدا من تركوا الجبهات من أتباعه والمغرر بهم وعادوا يبحثون عن قوت أهلهم أن يتحركوا للجبهات مجددا استجابة لنداء الله كما قال، محاولا كعادته استجداء الاستجابة والقتال معه تحت شعار إجابة داعي الله.

 

كشف عن مأزق أنصاره الذين تدوسهم بيادات الأبطال في الساحل الغربي وتدفن أحلام مشروعهم الفارسي فيما تبقى من تهامة وعاصمتها الحديدة المدينة حيث تعيش مليشياته الأنفاس الأخيرة، وتحدث عن صعوبة وعناء وتضحيات.. هكذا قالها لكنه استدرك مطالبا بالحشد والتوجه إلى المعركة في الحديدة.

 

واعترف كاهن الكهف بأن المعركة ليست سهلة أمام قوة عسكرية كبيرة وكثافة بشرية للطرف الآخر ومسرح عمليات يزيد عن 200 كلم كما لم يغفل التطرق إلى هزائم قواته في معقله الرئيس صعدة، وفي المناطق الوسطى؛ معتبرا التصعيد مقدورا عليه في حال توجه الجميع بمسؤولية للجبهات ولفظ "الجميع" هنا جواب شرط مهزوم.

 

وافتتح خطابه بتوضيح جملة من المطالب حددها للجانب الأمريكي مستجديا إيقافها لتصدق نواياه في الحديث عن السلام ليعود إلى توصيف الحرب بأنها أمريكية، وتستهدف احتلال اليمن ومناديا بمواجهة ما وصفه الاحتلال في إطار دجله المعهود وفي تناقض كبير في مضمون الخطاب ومفرداته المستخدمة.

 

وبلغة سوقية طفحت بشتائم وإحساس بالقهر والهزيمة، اعتبر كل يمني يقاتل في الحديدة وصعدة دفاعا عن أرضه ووطنه وجمهوريته اعتبره خائنا رخيصا، كما اعتبر الجنوبيين أذلاء تحت حذاء الإماراتي ليكشف كم أوجعه حراس الجمهورية والجنوبيون سواء العمالقة أو الوحدات الأخرى وإسناد الأشقاء، ويصبح خطابه العنصري عنوان همجيته وحقارته وهو يسيء إلى الشعب اليمني في الجنوب والشمال والمناطق الوسطى.

 

كما أشار إلى أنه لا أحد في اليمن يملك الشرعية كان رئيسا أو حكومة أو حتى مواطنا، وأن الشرعية فقِط محصورة فيه وأتباعه الذين يقاتلون اليمنيين دفاعا عن المشروع الإيراني الطائفي.

 

وحاول كاهن الكهف التخفيف من قتامة المشهد في الساحل الغربي حتى لا يفزع الذين يطالبهم بالتحرك للجبهات، فتحدث عن عمليات تصعيد سابقة كما أسماها مستدلا بجبهة نهم، لكنه يتجاهل حقائق الهزائم النكراء التي تلقاها وقواته جنوبا وعلى طول الشريط الساحلي من عدن إلى الحديدة، وذلك من أجل تهوين وطأة الصدمة التي تتجرعها قواته في مدينة الحديدة حاليا.

 

وكرر كثيرا في خطابه الإشارات الإيجابية الكاذبة وادعاءات التأييد والمباركة الإلهية لمقاتليه حيث كرر الحديث عن الجهود التي باركها الله وأيدها الله وكانت لها نتائج.. ويشكل تكرار الجمل العائمة مؤشرا على عدم قدرة المتحدث على إيصال الرسالة الصحيحة، وهذا دليل على أن كهنوتي الكهف فقد حتى بوصلة الحديث وترتيب المفردات تحت ضغط الميدان الذي أفقده توازنه.

 

كما لجأ إلى حيلة غبية وهو يحاول استثارة القبائل بحديثه عن اغتصابات للنساء في الجنوب والحديدة، وهذه التلفيقات كشفت كم هو مدعٍ للرجولة، وكم يحمل قدرا كبيرا من السفالة التي جعلته ينزل إلى مستوى منحط في محاولاته اليائسة لاستثاره عواطف الناس ومخاوفهم.

 

لم يفقد زعيم المليشيا مشروعه الكهنوتي وحلمه بالإمامة فقط، بل فقد حتى القيم التي تشدق بها كثيرا حين يتحدث عن نشأته القبلية وتمثله للقيم الحميدة، فقد ظهر اليوم مجرد دعي همجي لا يحمل مثقال ذرة من أخلاق وقيم اليمنيين وشيمهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية