الدوحة تقف مع إيران بوجه العقوبات الأميركية وتسعى مع تركيا لحرف الأنظار عن أزمة طهران والتغطية على الغضب الشعبي من فشل سياساتها.

 

دخل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على خط استثمار قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تكملة لدور وسائل الإعلام القطرية، وخاصة قناة الجزيرة، في مسعى منه للتشكيك في مجلس التعاون الخليجي ومحاولة تقويضه ومن وراء ذلك التشكيك بدور السعودية، في تأكيد جديد على أن الدوحة لم تستوعب إلى الآن أن مشكلتها مع محيطها الخليجي تكمن في الخروج على نهج مجلس التعاون، وأن لا حل لها سوى تغيير أسلوبها والالتزام بقيم المجلس ورؤيته للقضايا الإقليمية والدولية.

 

وقال الشيخ تميم، الثلاثاء، إن المقاطعة السياسية والاقتصادية التي تفرضها دول عربية أخرى على بلاده أضعفت مجلس التعاون الخليجي في وقت تعاني فيه المنطقة من عدم الاستقرار.

 

وأضاف أمير قطر في كلمة أمام مجلس الشورى “من المؤسف حقا أن استمرار الأزمة الخليجية كشف عن إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية، ما أضعف من قدرته على مواجهة التحديات والمخاطر وهمش دوره الإقليمي والدولي”.

 

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات التجارية وخطوط النقل مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب وخصمها الإقليمي إيران. لكن الدوحة تنفي التهم وتقول إن المقاطعة تستهدف المساس بسيادتها.

 

وقالت أوساط خليجية إن قطر تحاول أن تقفز على أزمتها بالتشكيك في فاعلية مجلس التعاون الخليجي وجدواه، مع أن أزمتها لا يمكن أن تحل دون أن تعود إلى هذا المجلس من بوابة الاستجابة لشروطه في القطع مع الإرهاب والجماعات المتشددة، والالتزام بتحالفاته والوقوف ضد الدول التي تعاديه أو تهدد أمنه القوي.

 

وأشارت هذه الأوساط إلى أن قطر تقف بشكل مباشر إلى جانب إيران بوجه العقوبات الأميركية وتسعى مع تركيا لحرف الأنظار عن أزمة طهران والتغطية على الغضب الشعبي من فشل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال التركيز على السعودية وأزمة خاشقجي.

 

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العقوبات الأميركية على إيران “تهدف إلى بلبلة توازن العالم”، وأنها “مخالفة للقانون والدبلوماسية”.

 

وقالت دول المقاطعة مرارا إن تسوية خلافها مع قطر ليست لها أولوية في اهتماماتها طالما أن الدوحة لم تغير استراتيجيتها في دعم الإرهاب والانحياز لإيران وتركيا على حساب دول مجلس التعاون وأمنها القومي.

 

ويعتقد متابعون للشأن الخليجي أن الدوحة تستمر بالاحتماء بأجندات خارجية ثم تحاول في كل مرة تحريك ملف المصالحة مع السعودية، مشيرين إلى أن التعاطي القطري مع أزمة خاشقجي يجعل أي تفكير في اختراق المقاطعة أمرا مستحيلا وستكون له نتائج خطيرة على وضع قطر في محيطها الخليجي.

 

صحيفة العرب اللندنية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية