في خطوة مريبة تكشف عن وجود خطة عسكرية لأنقرة شمالي سوريا، قامت المخابرات التركية بنقل مئات من المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مناطق قريبة من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما ينذر باندلاع معارك وشيكة.

 

وعمدت المخابرات التركية إلى نقل أكثر من 700 مقاتل سوري، من الفصائل الموالية لها، من ريف حلب إلى مناطق مقابلة لشرق الفرات ومنطقة سيطرة قوات "قسد"، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأوضح المرصد، أن أكثر من 700 مقاتل محملين بالسلاح الخفيف جرى نقلهم على متن حافلات تركية، من منطقة عفرين عبر لواء إسكندرون والأراضي التركية، إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات عملية "درع الفرات".

 

وتأتي "التحركات المريبة"، إثر اجتماع عقد في الأول من نوفمبر الجاري بين المخابرات التركية، وفصائل "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، والذي جرى خلاله إبلاغ الفصائل بالتأهب والاستعداد التام من أجل العملية العسكرية القادمة، التي تعتزم تركيا تنفيذها ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها الرئيسي.

 

وتشمل العملية العسكرية الشريط الممتد من الضفة الشرقية لنهر الفرات، حتى الضفة الغربية لنهر دجلة، وفقا لمصادر المرصد.

 

وأضافت المصادر، أن المخابرات التركية عمدت إلى توجيه الكلام للفصائل جميعها، وخصت منها تلك التي ينحدر مقاتليها من مناطق من محافظات دير الزور والرقة والحسكة، لخلق فتنة بين العرب والأكراد في المنطقة، كما ستعمد القوات التركية إلى زج مقاتلين أكراد موالين لها في معركة شرق الفرات القادمة كي لا تظهر نيتها في تأجيج هذه الفتنة.

 

يذكر أن الهدوء لا يزال يسود المنطقة الواقعة على الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

 

تحذير تركي

وحذرت تركيا مرارا من أنها ستشن هجوما عبر الحدود على وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات في سوريا، إذا لم يضمن الجيش الأميركي، الذي يدعم المقاتلين الأكراد، انسحابهم.

 

وقوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا، وتسيطر على مساحات كبيرة في شمال وشرق البلاد.

 

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، إن المسؤولين الأميركيين اتصلوا بتركيا وبقوات سوريا الديمقراطية "للتأكيد على ضرورة عدم تصعيد الموقف".

 

وأضاف "قيام أي جهة بضربات عسكرية من جانب واحد في شمال غرب سوريا أمر يبعث على القلق الشديد بالنسبة لنا، لاسيما في ضوء احتمال وجود عسكريين أميركيين بالمنطقة أو بالقرب منها".

 

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، توعد، بسحق المقاتلين الأكراد السوريين شرقي الفرات، حيث تقع كوباني التي تعرضت لقصف من المدفعية التركية الأربعاء الماضي.

 

وخلال العامين الماضيين، دخلت القوات التركية بالفعل إلى سوريا، تحت ذريعة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب عن أراض غربي نهر الفرات في حملتين عسكريتين منفصلتين.

 

وتوقفت الهجمات السابقة عند ضفاف النهر، وهو ما يرجع جزئيا إلى السعي لتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، التي تنشر قوات إلى جانب المقاتلين الأكراد على مسافة أبعد نحو الشرق.

 

لكن أردوغان قال، إن تركيا مستعدة الآن للتقدم، وأصدر الأسبوع الماضي ما وصفه بأنه "التحذير الأخير" لمن يهددون الحدود التركية.

 

وأضاف أن تركيا ستركز انتباهها على شرقي الفرات بدلا من منطقة منبج، التي اتفقت القوات الأميركية والتركية في يونيو الماضي على تنظيم دوريات مشتركة بها.

 

سكاي نيوز

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية