لم تعد عملية تحرير الحديدة هدفا استراتيجيا أو مهمة عسكرية ضمن مسار تحرير الوطن واستعادته من المليشيات الكهنوتية الإمامية، بل تحرير الحديدة واجب أخلاقي وإنساني يفرض على الجميع المشاركة فيه انتصاراً لأكثر من 4 ملايين إنسان تهامي تطحنهم وحشية المليشيات وتذهب بهم إلى الهاوية.

 

تحاصر المليشيات سكان الحديدة المدينة ومديرياتها وتعزلهم عن العالم والحياة وتنهب أملاكهم وثروات مناطقهم وتمنعهم من العمل والتكسب لإعالة أطفالهم وأسرهم حيث يعمل التهاميون في الزراعة وصيد الأسماك، والمليشيات منعتهم من مزاولة أعمالهم من خلال تحويل المشتقات النفطية إلى سلعة سوداء ورفع أسعارها بشكل خيالي الأمر الذي يجعل المردود الزراعي أرقاما صفرية مقارنة بكلفة المشتقات النفطية.

 

وإلى جانب ذلك تنهب المليشيات شحنات الإغاثة وكل الدعم الإنساني المخصص لسكان الحديدة المطحونين بأساليب التجويع والإفقار الممنهجة والذي عبر ميناء الحديدة أو الصليف، وتحول هذا الدعم إلى مجهود حربي من خلال توزيعه لمقاتليها أو بيعه في السوق وتحويل قيمته إلى خزينة الحرب الحوثية.

 

كما صادرت هذه المليشيات الإجرامية كل عائدات مؤسسات الحديدة الإيرادية وحرمت الموظفين منها رغم أنها تكفي شهريا لدفع مرتبات كل موظفي الحديدة ومحافظات تهامة كون هذه الإيرادات تتجاوز شهريا 50 مليار ريال إذا تم احتساب عائدات النفط الواصل عبر موانئ المحافظة.

 

وإلى جانب التجويع الممنهج والنهب للثروات والسطو على الإيرادات وأراضي الناس والدولة تمارس المليشيات أبشع أنواع الانتهاكات بحق أبناء تهامة قتلا وتعذيبا واختطافا واعتقالات وإخفاء قسريا ومصادرة الحريات واستهداف النشطاء وتحويل الحديدة عروس البحر الأحمر وإحدى وجهات السياحة في اليمن إلى سجن كبير تسكنه فصول من الرعب والموت والإرهاب.

 

هذا السجل الحافل بالجرائم والانتهاكات والإرهاب والتجويع والإضرار بمصالح الناس وحياتهم يفرض على المجتمع الدولي وكل القوى اليمنية القيام بدورها في إنقاذ سكان الحديدة وفق الشرائع الدولية وميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين الإنسانية التي تفرض التحرك العسكري لحماية أي شعب أو جماعة أو طائفة أو أقلية من تهديد حقهم في الحياة.

 

كما أن التهاون ومواصلة السكوت واختراع الحجج والمبررات لإعاقة عملية تحرير الحديدة وإنقاذ ملايين من البشر يعد جريمة تضاف إلى سجل جرائم المليشيات بحق أبناء الحديدة وتهامة واليمن بشكل عام، بل شرعنة لكل أساليب التنكيل والإجرام الحوثية التي تجاوزت أربعة أعوام وسط تخاذل دولي واضح لم يكتفِ بالصمت بل أذعن في الجرم بتوفير تغطية لاستمرار وجود المليشيات في غربي اليمن.

 

وترتكب المليشيات جرائم وانتهاكات جسيمة ومركبة منها ما هو بحق السكان المدنيين ومنها ما هو متعلق بمحارق الموت الحوثية بحق الطفولة في اليمن حيث يساق الأطفال إلى المعارك قسراً، ويواجهون الموت المحقق في معارك على الساحل الغربي الأمر الذي يضاعف المسؤولية الإنسانية للمجتمع الدولي بإنهاء الوجود الحوثي في الحديدة، وحماية الأطفال في مناطق سيطرة المليشيات المجبرين على القتال والموت دفاعاً عن مشروع إجرامي كهنوتي عنصري بغيض.

 

لذلك يصبح القتال إلى جانب القوات المرابطة والزاحفة نحو الهدف الأسمى المتمثل بتحرير الحديدة واجب إنساني ووطني وأخلاقي وتمثل لتعاليم الدين الإسلامي الذي يعلي من قيم نصره المظلوم ودفع الظلم وإحقاق العدل وإنهاء معاناة الإنسان، بل إن المشاركة في إعادة جزء عزيز من أرض اليمن إلى محيطه اليمني والعربي شرف وبطولة.

 

فالتحية لكل الأبطال من القوات المشتركة وقوات التحالف العربي وهم ينازلون الموت لنصرة المستضعفين والمظلومين من إخوانهم الواقعين تحت سياط الإجرام الحوثي، ومشروع التدمير والحقد والتخلف الذي تحاول مليشيات الكهنوت الحوثية بعثه من رماد التاريخ الأسود لهذه الفئة الباغية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية