أبطال يبددون ليل الكهنوت بتحرير عاصمة التهائم - «افتتاحية»
حين ينطق الرصاص لا يبقى هناك مجال للشعارات والنفاق السياسي والمساومة بأوراق بالية لأن لغة الرجال في الميدان مختلفة عن كل المصطلحات المتداولة في صوالين الساسة وتجار المواقف وسماسرة الصفقات على حساب ثوابت الشعوب ومستقبل الأجيال.
في الساحل الغربي هناك تتراقص عزائم الرجال على طبول التحرير والتضحية وتتسابق أصابعهم على زناد الفتح والتمكين رافعين رايه الحرية والبذل والعطاء في سبيل غاية كريمة وعظيمة تتمثل في إعطاب ماكينة الموت والتخلف والكهنوت الحوثية ودفنها في رمال تهامة الساخنة.
تعاقبت الفصول حرارة تلفح الصخر وخريف يسقط أوراق النخل وشتاء صحراوي يفت العظم غير أن عزيمة الأبطال حولت كل هذا التعاقب المتفاوت الضرر إلى نصر ربيعي يزهر بهجة وبسمة في وجوه أطفال تهامة وشيوخها الحالمين بقضاء ما تبقى من أعمارهم بعيدا عن خرافات الكهنوت وأوهام الإمامة والاستعباد وادعاء الأفضلية للنطفة القذرة.
من مشارف لحج إلى الحديدة مرورا بشريط ساحلي طويل وبلدات متناثرة ومصالح دولية وممر مائي استراتيجي وميناء تاريخي عتيق كان لأبطال القوات المشتركة التهاميين والجنوبيين وحراس جمهورية الشعب كان لهم قول فصل ومآثر سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، وهم يرفعون الظلم ويعيدون الحقوق ويطهرون تراب الوطن من دنس أذناب طهران فئران الكهوف.
بعزيمه الثائرين وروح التواقين إلى صباحات الحرية والتحرر يتقاطر الأبطال بصدور مكشوفة للموت غير آبهين بأزيز الرصاص وشظايا قذائف الحقد القادمة من متارس المليشيات، وهي تتخفى خلف المدنيين وداخل قرى ومربعات سكنية مفخخة بأشكال متنوعة من العبوات والألغام الجبانة.
لا مجال للمواقف الرمادية بعد اليوم ولا أفق للملونين والباحثين عن أوهام الحياد والسلامة لأن داعي الوطن حين ينادي لا صوت يعلو فوق صوت التضحية والفداء واجتراح البطولات مهما كانت الأخطار والمخاوف.
كل الاستعدادات والتجهيزات ومعنويات أبطال القوات المشتركة وشوقهم إلى ساعة الصفر كل ذلك يجعل من يشاهد هذا الزخم الوطني الكبير يشفق على المليشيات فكيف لها أن تواجه الموت على شكل إعصار يخطف الأنفاس والأرواح في آن واحد.
سيهرب من تبقى من عناصر المليشيات كما هربت في حيس والخوخة والوازعية وموزع والمخا والتحيتا والدريهمي وكل جغرافيا الغرب التي تدون انتصارات أبطال القوات المشتركة وستبتلع رمال تهامة جثث المغامرين بالذهاب إلى الموت حين ينتظرون واهمين جحافل الفاتحين وهم يطرقون أبواب الحديدة من كل جهة وجانب برا وبحرا وجوا.
وللمتحوثين نقول.. إن الارتزاق والعبودية التي ترتضونها لأنفسكم لن تمنحكم ثقه أدعياء الأفضلية السلالية فهم وفي كل معركة ومواجهة يتركون جثثكم في أرض المعركة للكلاب ولا يكلفون أنفسهم حتى محاولة انتشال جثثكم أو إبرام صفقات تبادل لإطلاق من وقع في الأسر منكم فهم يبادلون لاستعادة جثة متعفنة لأحد قياداتهم العنصرية بينما أنتم لا وزن لكم ولا قيمة في سجلاتهم غير أرقام تضاف إلى قوائم الموتى دفاعا عن حلم سيدهم الغبي.
لا حديث ولا نقاش في متارس الأبطال وغرف العمليات وخطوط التماس إلا عن تكتيكات العبور والاقتحام والفتح والتطهير والوصول إلى كل شبر في مدينة التسامح والسكينة عروس البحر الأحمر الفاتنة عاصمة تهامة الخير الحديدة ولا خطط ولا تعزيزات إلا إلى خطوط التماس في مقدمة الجمع انتظارا لساعة الصفر.
قليل من الوقت وتصل إلى شوارع الحديدة مواكب النصر والتحرير ويقفز الزرانيق وثبه العودة إلى مدينة أجدادهم الذين داست خيولهم على خشوم المتجبرين وكهول الإمامة وجحافل الأتراك والطليان وكل امبراطوريات الاستعمار التي حاولت عبثا كسر شوكة التهامي الأصيل والباذخ الارتباط بالتراب والوطن.
سيبدد الأبطال ليل الكهنوت وسينتزعون فجر سبتمبر من جديد وستكتب الحديدة بدأيه النهاية لدولة الإمامة والشر كما كتبت بالأمس بداية إنهاء مملكة الكهنوت في منتصف القرن الماضي من قلب الحديدة داخل مستشفى العلفي الذي أغلقته المليشيات حقدا على تاريخه الناصع في مسيرة الثورة الأم سبتمبر.