أصابه لغم حوثي.. الطفل «صهيب» وحيداً في القاهرة بعد أن تخلت عنه اللجنة الطبية
في شقة سكنية يستأجرها طلاب يمنيون بالقاهرة لجأ الطفل صهيب خالد إليها بعد أن تقطعت به السبل إثر قرار اللجنة الطبية الجديدة إيقاف المخصصات المالية التي أقرتها اللجنة السابقة لعلاجه من إصابات خطيرة في العينين والقدمين وأجزاء واسعة من جسده إثر انفجار لغم أرضي في قرية القوز غرب مديرية جبل حبشي في محافظة تعز.
فهذا الطفل البالغ من العمر 13 عاماً أصيب في انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي جوار منزله في قرية القوز أثناء اجتياحها في العام 2017 قبل أن تجبرها المقاومة والقوات الحكومية على مغادرتها بداية العام الحالي، مخلفة العشرات من الألغام والعبوات الناسفة.
وأثناء عودة صهيب لتفقد منزل أسرته انفجر به اللغم الأرضي، مما أدى إلى تعرضه لجروح بالغة في العينين واحتراق وجهه بالكامل إضافة إلى إصابته في الساقين واليدين وأجزاء واسعة من جسمه.
وعند إسعافه إلى مستشفى البريهي قرر الأطباء بتر ثلاثة من أصابع يديه نظرا لتعرضها لتمزق كلي في الأنسجة والعظام، فيما ظلت عيناه بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل في مستشفيات طبية متقدمة.
وبعدما عرضت حالته على اللجنة الطبية بالمحافظة، قررت اللجنة تسفيره إلى مصر ضمن مجموعة من جرحى الحرب، لكن التغيير الذي طرأ على اللجنة، كان له وقع كارثي على حياة الطفل الذي يعيش ظروفا نفسية صعبة، فالإصابة التي حرمته من الإبصار بعد ذوبان عينيه بشكل كامل جعله يعيش قلقاً دائما وكأن حياته قد انتهت.
لقد كان أمله في أن يستعيد نظره من إحدى عينيه كبيرا لدرجة انه يتحدث مع طالب تطوع لمرافقته أثناء العلاج في مصر أن ذلك لن يستغرق وقتا أطول، لكن قرار اللجنة الطبية الجديدة القاضي بإيقاف مستحقاته المالية جعله يدخل في نوبة بكاء هستيرية دون توقف، ولأن أسرته عاجزة عن دفع تكاليف الإقامة بعثت بمناشدة إلى اللجنة الطبية باعتبارها الأمل الوحيد في إنقاذ الوضع الكارثي الذي يعيشه طفلها.
وجاء في المناشدة أن الطفل صهيب أصبح وحيدا في القاهرة يقاسي الوحدة والألم ولا أحد يلتفت إليه.
آمال صهيب الكبيرة باستعادة نظره تحطمت ومستقبله يواجه مصيرا مجهولا، فهل تقدر اللجنة الطبية الوضع الذي يعيشه وتتجاوب مع طفل كل أمله هو استعادة عافيته..؟!