تقرير| بيروت.. بين مشروع الدولة وابتزاز سلاح حزب الله
أعادت تصريحات الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، وتهديداته بإشعال فتيل حرب أهلية في لبنان، التأكيد على أن الحزب ليس سوى أداة إيرانية صُممت لاستهداف الدولة اللبنانية وشعبها أولًا، ثم لتهديد الأمن القومي العربي ثانيًا.
فشعارات "تحرير القدس" التي رفعها الحزب على مدى عقود، لم تجد طريقها إلى الميدان، بينما انشغل في حروب داخلية وخارجية، من سوريا إلى اليمن، دون أن يحقق مواجهة حقيقية مع إسرائيل، التي ظل رده عليها محصورًا في استهداف أعمدة اتصالات على الحدود.
ويشير مراقبون إلى أن الحزب، الذي فقد معظم قياداته بعد عمليات اغتيال إسرائيلية طالت رموزه بمن فيهم أمينه العام السابق حسن نصر الله، لم يحقق سوى تعميق أزمات لبنان وتعطيل دولته، بل كان سببًا في اجتياح إسرائيل لأراضٍ لبنانية واحتلال مواقع استراتيجية لا تزال تحت سيطرتها حتى اليوم.
وتؤكد مصادر سياسية أن تمسّك حزب الله بسلاحه يوفر ذريعة لإسرائيل للاستمرار في تمركزها داخل لبنان، إذ تبرر أمام المجتمع الدولي وجودها بمخاطر سلاح الحزب، الذي بات يُستخدم كورقة ضغط إيرانية أكثر مما هو أداة مقاومة كما ظلت المزاعم تصنفه.
وفي السياق، وصف رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام تصريحات قاسم بأنها "غير مقبولة"، معتبرًا أنها تحمل تهديدًا مباشرًا بالسير نحو حرب أهلية جديدة، وهو الموقف ذاته الذي يعبر عنه الشارع اللبناني، الساعي إلى استعادة صورة لبنان العريق الذي كان يعرف بـ"درة الشرق الأوسط"، قبل أن يحوله حزب الله إلى ساحة أزمات، ومركز لتهريب المخدرات، وخلق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
ويأتي هذا الموقف المتشدد للحزب مدعومًا بتصريحات إيرانية علنية، إذ أكد مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني مؤخرًا دعم بلاده الكامل لحزب الله في مواجهة أي خطة لنزع سلاحه، واعتبر الإجراءات الحكومية اللبنانية "مؤامرة تستهدف المقاومة".
ويرى مراقبون أن حزب الله بات يدرك أنه يقترب من نهايته العسكرية، وأن التصعيد الإعلامي والتهديدات لن يوقفا الحكومة اللبنانية، المدعومة عربيًا ودوليًا، عن تنفيذ خطتها لاستعادة سيادة الدولة ووضع حد للقرار الإيراني الذي كبل لبنان لعقود.