في دار رعاية المسنين بمنطقة صرف شمال العاصمة، يقف مجموعة من الشيوخ في حسرة كبيرة حزنا على وفاة خمسة من زملائهم جوعا بعد أن أوقفت مليشيات الإجرام مخصصات الدار وجعلت نزلاءه دون أغذية ولا أغطية في طقس شديد البرودة.

 

يقول أحد النزلاء في اتصال مع محرر «وكالة 2 ديسمبر»، "إن الدار كانت تشكل لنا أملا في الاستمرار في الحياة بعد أن تقطعت بنا السبل".

 

يضيف بحسره "لكن مجيء المليشيات الكهنوتية قلب كل شيء رأسا على عقب وحولت الحياة في دار الرعاية من نعيم إلى جحيم مطلق".

 

ويعيش العشرات في هذه الدار التي توفر لهم الحماية من التشرد والضياع وكانت يوما ما تقدم الرعاية الكاملة لهم، لكن مع مجيء المليشيات وما قامت به من توقيف للاعتمادات المالية تغير كل شيء.

 

فالعاملون في المجال الصحي قرروا المغادرة منذ فترة بعد أن سرقت مليشيات الحوثي رواتبهم وذهبوا إلى المستشفيات الخاصة للعمل من اجل توفير أقوات أسرهم.

 

كما أن خدمات النظافة والتغذية توقفت هي أيضا مما جعل سكان الدار يتدبرون شئونهم بمفردهم رغم عجزهم وضعف حيلتهم.

 

ومع استمرار الوضع على صعوبته تعاظمت خطورته عليهم ليدفعهم إلى مواجهة خطر الموت في أي لحظة، فكانت الكارثة التي شهدنا اليوم أول مآسيها بوفاة خمسة مسنين جوعا.

 

إن تعريض حياة كبار السن للخطر جريمة لا تقل قبحا عن الجرائم التي تمارسها مليشيات الكهنوت الحوثية، إذ يصاب القارئ بالدهشة للتوحش الحوثي الذي طالت جرائمها حتى نزلاء في دار المسنين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية