اختفاء غامض لعشرات الأطفال في ذمار.. وأصابع الاتهام توجه للمليشيات الكهنوتية
وسط مدينة ذمار تواصل "أم محسن الذماري" سؤال ملاك المحلات التجارية والبسطات والمارة عن ابنها الذي اختفى ضمن عشرات الأطفال في ظروف غامضة.
وبالرغم من التعب والخوف اللذين يظهران على محياها إلا أن حنان الأم يدفعها إلى مواصلة البحث عنه، علها تعثر عليه أو أن أحدهم يدلها على الطريقة الغامضة التي اختفى بها ولدها.
منذ السادسة صباحا وحتى المساء تواصل الأم القلقة على مصير طفلها البحث عنه عبر تلك الطريقة التي تعتبرها مجدية بالنسبة إلى والدة لا تعرف مسؤولين في المليشيات السلالية لمساعدتها في ذلك؛ فضلا عن أن زوجها لقي حتفه في معارك سابقة في محارق الموت الكهنوتية وترك لها مهمة تربية الأطفال "والبحث عن أحدهم أن فقد أثره".
محسن الطفل البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما اختفى قبل يومين مع العشرات من الأطفال في ظروف غامضة وكل السبل التي أتيحت للبحث عنه فشلت.
وتتخوف والدة محسن كغيرها من الأمهات من قيام المليشيات السلالية باختطافه أو أنه انخرط في صفوفها بعد عمليات غسيل دماغ تعرض لها دون علم والدته.
قلق له ما يبرره
وبعد أشهر من إقرار مليشيات الحوثي الإجرامية بتلقيها خسائر فادحة في الجبهات بنحو 65 ألف جريح وربما ضعف هذا العدد من القتلى كشف ذلك الاعتراف عما تعانيه جبهات المليشيات من نقص مهول في عدد مقاتليها فكان عليها البحث عن بدائل جديدة.
ولأن الجميع بات يشعر بالقلق من مشاركة أبنائهم في محارق الموت العبثية وللمصير الذي سيؤولون إليه لجأت مليشيات الكهنوت إلى الاختطاف كوسيلة لتغذية جبهاتها التي تعاني من أزمة مقاتلين.
كان الأطفال أحد الفئات التي عولت عليهم في رفد جبهاتها العبثية، وبحكم صعوبة ذلك كان الاختطاف الأقرب إلى تنفيذ جريمتها.
سبقت جريمة الأمس جرائم أخرى مشابهة بقيام المليشيات الحوثية باختطاف أطفال ليعودوا جثثا ممزقة إلى ذويهم في مديريات عدة من محافظة صنعاء.
فالأمية وبساطة الناس وبراءة الأطفال فضلا عن عدم وجود إعلام يحذر من استجابة الأطفال لذلك يجد العشرات من الأطفال أنفسهم أهدافا سهلة الاصطياد من قبل المليشيات الإجرامية.
وتدفع بهم إلى جبهات قتالية لا يعرفون سوى شيء يسير عن استخدام السلاح الآلي لذا يقتل بعضهم فيما البعض الآخر يصاب بحالة نفسية سيئة.
مخاوف الآباء تدفعهم إلى الحرص على أطفالهم والحفاظ عليهم، غير أن الخداع الحوثي يجعل البعض منهم راغبا في الانخراط في صفوفها طالما سيحصل على بندقية أو معدل بالثانوية العام دون أن يخضع للامتحان.
ولان خدع المليشيات الكهنوتية متنوعة فان بقاء الأطفال بعيدا عن أذيتها سيكون أمرا صعب المنال وسيجعل من أم محسن وغيرها من الأمهات في حزن مستمر وفي وضع نفسي يصعب تقديره.