قال تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي أن الصراع في اليمن أدى إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية بشكل غير مسبوق. وأضاف التقرير الصادر يوم الثلاثاء أن تكلفة طبق بسيط من الفول 62.37 دولاراً! أي ما يعادل أكثر من خمسة وأربعين ألف ريال يمني وفقاً لسعر الريال مقابل الدولار هذا الأسبوع.

 

والحقيقة أن طبق الفول لا يتجاوز سعره دولارا واحدا في اليمن، في ظل مواصلة ميليشيا الحوثي الإيرانية نهب ثروات اليمن وتجويع شعبه وإذلاله، وتواصل تدمير الاقتصاد اليمني وتحطيم عملته «الريال»، التي انهار سعر صرفها بشدة مقابل الدولار.

 

تقرير سعر طبق الفول الذي صدر بالتزامن مع يوم الأغذية العالمي يكشف بوضوح التهويل الذي يحسبه المرء خطأ كتابيا غير مقصود، لكن عند التحري يكتشف أن هذا الرقم موثق في تقرير رسمي صادر عن برنامج الأغذية العالمي مدعم برسومات بيانية شمل دوال كثيرة من مختلف قارات العالم، هنا يجب البحث عن أسباب هذا التهويل غير المبرر سوى سيطرة اللوبي الحوثي على المنظمات الأممية الإغاثية العاملة في اليمن.

 

 فهذا التهويل يتماهى مع ما تطرحه مليشيات الحوثي وعدد من الدول المنحازة لها والتي تقف ضد ضرورة تحرير مدينة الحديدة ومينائها من المليشيات الحوثية التي تعد السبب الرئيس فيما وصل إليه حال المواطنين اليوم.

 

رأي صحيفة البيان الإماراتية كان قد وصف تهويل معاناة الشعب اليمني ومأساته في وقت سابق من هذا الشهر بـ"العبث والهراء الذي تردده طهران والدوحة وميليشيا الحوثي الإيرانية" بغرض تشويه دور الإمارات الإنساني في اليمن "هذا الدور الذي لولاه لوصل حال اليمن وشعبه إلى الكارثة الحقيقية التي لا قيام بعدها، وهذا ما شهدت به الأمم المتحدة التي لم تذكر هي أو أية جهة أخرى أي دور إنساني لإيران وقطر في اليمن".

 

 واستندت الصحيفة في رأيها الذي نشر في 8 أكتوبر إلى الشهادات الدولية التي تشيد بالدعم والمساعدات التي تقدمها دولة الإمارات لليمن، "فوفقاً لتقرير أصدرته خدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، فإن دولة الإمارات هي أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق لعام 2018"

 

التماهي الحوثي الأممي فيما يخص المساعدات الإغاثية اعتبره البعض تواطؤا وآخرون تداعيات لممارسة ضغوط تؤتي أكلها؛ فالحقوقي محمد المسوري رئيس فريق اليمن الدولي للسلام – في تصريح لقناة الغد المشرق مساء الثلاثاء- يرى أن العديد من موظفي الأمم المتحدة يتواطؤون مع مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

فيما كشف تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية بتاريخ 4 أكتوبر عن تعرض وكالات لضغوط من قبل مليشيا الحوثي منها وكالة التنمية والإغاثة العالمية (أدرا) التي قالت إن موظفيها يتعرضون لضغوط من المليشيات الحوثية بهدف استخدام قوائم المستفيدين من المتمردين في توزيع المساعدات واستخدام الموظفين المرتبطين بالحوثيين في المرافق الصحية التي تديرها "أدرا".

 

مبينة أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" علقت تحويلات نقدية الى تسعة ملايين من أكثر سكان اليمن فقرا مطلع الشهر الجاري تحت ضغط من المتمردين الحوثيين في اليمن.

 

إذن لا بد لنا مع اقترابنا من العام الرابع في هذه الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي من تقييم عمل المكاتب والوكالات الأممية العاملة في بلادنا وما الذي قدمته خطة الاستجابة الطارئة لـ22 مليون يمني بحاجة للمساعدة (بحسب بيان الأوشا) بالنظر إلى ما قدمه الممولون للبرنامج ؟!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية