شاب يلجأ للانتحار خلاصاً من جحيم الكهنوت
تتوسع دائرة الفقر في مناطق سيطرة المليشيات الكهنوتية لتدفع بالمدنيين إلى حافة الموت قهرا بعد أن عجزوا عن تلبية متطلبات أسرهم اليومية.
فالأخبار التي تتوالى من حين لآخر عن أناس دفعهم الفقر إلى الموت انتحارا كانت تحمل أنباء غاية في المأساة لضحايا شباب عاطلين فقدوا كل الأمل في الحصول على فرصة عمل في مدن ما تزال خاضعة لمليشيات الحوثي الإرهابية، بدءاً من وصاب وريمة مرورا بصنعاء وصولا إلى المخادر بمحافظة إب التي شهدت مؤخرا مأساة جديدة.
فالشاب "رأفت محمد طرم" البالغ من العمر 18 عاما أقدم على توجيه رصاصات قاتلة إلى رأسه يوم الجمعة، بعد شهور من المعاناة انسدت معها كل الآفاق وعجز عن تلبية احتياجات أسرته اليومية.
ولأن "طرم" شاب أوكلت إليه مسئولية توفير المصاريف اليومية لأسرته فقد ظل لأشهر يبحث عن عمل دون جدوى، فصعوبة الوضع المعيشي الذي أوجدته مليشيات الموت الكهنوتية أصابه بالإحباط الشديد، فلم يكن أمامه من خيار سوى الموت للهرب من كل هذا الجحيم.
أطلق طرم الرصاص على رأسه داخل منزله في منطقة المخادر ليسقط جثة هامده في مأساة لم تكن الوحيدة وإنما شهدت محافظة إب العشرات من حالات الانتحار جراء الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الكهنوتية وما أدى ذلك إلى ضيق في سبل العيش وصعوبته، فضلا عن الممارسات الجبائية وما صاحب ذلك من ارتفاع في أسعار السلع إلى الحد الذي يصعب شراؤها.
فالعناصر المليشياوية تفتحت شهيتها على المال العام منذ دخولها العاصمة صنعاء لتسرق كل شي صادفته في طريقها، ولم تكتفِ بذلك بل امتدت عملياتها إلى رجال الأعمال وبائعي التجزئة والبساطين مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية، حتى أن بعض مشرفيها تباهوا وهم يبثون صورا لمجالسهم المليئة بالمال الحرام بوقاحة لا نظير لها.
ومنذ 2014 وحتى اليوم مع مرور كل تلك السنوات ازدادت فيها وحشية المليشيات اللاهثة وراء المال وتسبب سرقتها بمعاناة إضافية لا يمكن وصفها سوى أنها كارثية يدفع أثمانها المواطنون الفقراء ومتوسطو الدخل ممن كانت حياتهم تعتمد على حركة المشاريع الصغيرة وأعني بذلك البساطين وعمال الأجر اليومي وغيرهم من المواطنين الذين كان دخلهم يؤمِّن لأسرهم تمضية يومهم بالقليل من المال.