«كيف لميليشيا تسرق البلد يومياً أن تحمي المواطنين من السرقة؟» بهذه العبارة يبدأ الشاب محمد علي حديثه لـ «وكالة 2 ديسمبر»، ويقول: «تعرضت دراجتي الهوائية للسرقة وهي وسيلتي الوحيدة لمواجهة ارتفاع كُلفة المواصلات، وكنت أستعين بهذه الدراجة على الذهاب إلى الجامعة، واليوم أصبحت أمشي إلى الجامعة وبمسافة تزيد عن حوالي 2 كيلو متر على الأقدام ذهاباً وإياباً حتى لا يضيع مستقبلي، كما يضيع مستقبل اليمن في ظل ميليشيا الحوثي التي تسرق مقدرات البلد، ومن الصعب أن تكون حامية للمواطنين البسطاء الذين فقدوا كل شيء حتى الأمل بواقع أفضل في ظل سطوة هذه الميليشيا التي خلفت الجوع والفقر والمرض والجهل وزادت من أعداد السرق الذين ينتهجون نهجها».

 

لصوص تحميهم الميلشيا

لا شيء ينمو في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي إلا المقابر والجرائم والجوع والفقر وأعداد العاطلين عن العمل.

 

هكذا بات المواطن اليمني يعرف ميليشيا الحوثي، وفي ذلك يقول المواطن عبدالكريم رسام لـ «وكالة 2 ديسمبر»: «انقضت أربع سنوات من انقلاب ميليشيا الحوثي ولم نشهد أية تطورات أو ازدهارا سوى لأعداد القبور والسجون ونمو مضطرد للفقر والفقراء، وفي عهدهم اتسعت الجرائم وأصبحت مهنة لا يخشى أصحابهم أن يصفهم الناس بالسرق، فقدوتهم ميليشيا تسرق كل شيء حتى أحلامنا وطموحاتنا سرقتها، فلم نعد نفكر سوى بالخلاص من هذه الميليشيا التي سيلعنها الناس أجمعين وسيصب عليها التاريخ جام لعناته، فهي لم تدع لنفسها من الذكر الطيب مقدار سن إبرة.. لقد وضعت نفسها في زاوية السوء النتن الذي لا يمكن لأي ميليشيا مهما كانت مساوئها أن تبلغها».

 

قضية ضد مجهول والمسروقة تخاطب الميليشيا: «أنتم السرق»

طفح الكيل فالشعب بات ينظر بعين الحق إلى ميليشيا عاثت في الأرض فساداً، وفي ذات السياق يقول أحد المواطنين لـ «وكالة 2 ديسمبر»: كانت لي قصة مع ميليشيا الحوثي، حين وجدت في أحد الأسواق امرأة في الخمسين من عمرها وبمعيتها فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً وصبياً لم يتجاوز الـ 13 من عمره، وهي تذرف الدموع، فرق قلبي للموقف، وسألتها عن سبب بكائها فردت لقد سُرقت حقيبتي وبداخلها 20 ألف ريال خرجت لأشتري لأحفادي حقائب ودفاتر المدرسة. تقطع قلبي للموقف وأصررت على أن نذهب معاً إلى أقرب قسم شرطة للإبلاغ عن الحادثة، وبعد أن وصلنا إلى قسم الشرطة سردت المرأة العجوز قصة السرقة التي كان بطلاها سائق دراجة نارية وصديقه الذي يحمل سلاحاً نوع كلاشينكوف، حيث أوقفا الدراجة ونزل يهددها بالسلاح ويتهمها بأن في حقيبتها متفجرات وبعد أن أعطته الحقيبة صعد خلف سائق الدراجة النارية ولاذا بالفرار وسط سوق تعج بالمارة وفي وضح النهار. وبعد أن أكملت العجوز قصتها أغلق المسؤول في القسم الملف وقال لنا ليس لدينا ما نفعله سوى تقييد القضية ضد مجهول، ورفض أن يستمع إلينا ورد قائلاً: «خلاص الله يفتح عليكم ما تشتوا نسوي لكم"، ويخاطب العجوز بالقول: "لو أنتِ ذكية ما تعطيه الشنطة».

 

هذه المرأة العجوز أعطت المسلح حقيبتها بحسن نية بعد أن اتهمها بأن في حقيبتها متفجرات، وكون هذا الشخص يرتدي الزي الشعبي ويحمل سلاحاً فهو بهيئة عناصر ميليشيا الحوثي، وأيضاً لا يمكن لأحدٍ أن يحمل السلاح إلا إذا كان منتمياً لهذه الميليشيا.

 

خرجت المرأة العجوز برفقة أحفادها وفاعل الخير وهي تذرف الدموع وتقول: «سرقوني الحوثة، والله أن السارق منهم، يا رب انتقم لنا منهم وعجل بزوالهم، حسبي الله ونعم الوكيل»، وظلت تمشي ولسانها لا يتوقف عن مناجاة ربها بأن يقتص لها من الميليشيا التي سرقت كل شيء -حسب ما يقوله المواطن الشاهد على القصة-.

 

جرائم سرقات مختلفة في وضح النهار وتحت تهديد السلاح

تتصاعد وتيرة جرائم السرقة في العاصمة صنعاء ومختلف المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، ولم تعد جرائم السرقة تتم خفية وإنما عن طريق السلب والنهب والسلب تحت تهديد السلاح، حيث تزداد جرائم سرقة الدراجات النارية وسرقة الجوالات بالإكراه، وكذلك سرقة بطاريات السيارات وألواح الطاقة الشمسية، وخطف حقائب النساء، وسرقة محتويات السيارات في الأحياء وفي مختلف الشوارع، فضلاً عن سلب النساء والفتيات الصغيرات للمصوغات الذهبية التي يلبسنها، كما انتشرت في العاصمة صنعاء عصابات تقوم بالنهب والسرقة في الشوارع الرئيسة والفرعية وبعض أحيائها السكنية دون أن تجد رادعا من أحد.

 

صنعاء.. 243 جريمة في أسبوع فقط

تسجل الجرائم في العاصمة صنعاء معدلات غير مسبوقة، ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «وكالة 2 ديسمبر» فإن عدد القضايا الجنائية المسجلة بالعاصمة صنعاء خلال الأسبوع الأول فقط من شهر أكتوبر الجاري 243 قضية جنائية مختلفة.. هذا فيما يخص الجرائم المسجلة في حين أن ثمة العشرات من الجرائم لم تُسجل نتيجة عدم ثقة الضحايا بالأجهزة الأمنية وإيمانها العميق بأن هذه العصابات الإجرامية تابعة لميليشيا الحوثي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية