كيف تحول الغليان المتصاعد إلى براكين سخط تتفجر في وجه مليشيا الحوثي
ما تزال أصداء انتفاضة السبت الماضي في صنعاء يتردد صداها حتى اليوم نظراً للجرأة التي اتسمت بها في مدينة أقل ما يمكن وصفها بالمدينة التي يشيع فيها الخوف.
فالخروج الذي كان كبيرا ومفاجئا ويحمل قدرا كبيرا من الشجاعة، اعتبر كما لو أنه بركان غضب شعبي تفجر على نحو غير متوقع في وجه المليشيات الكهنوتية التي حاولت بقدر عالٍ من الخبث بث أجواء من الخوف والقلق المصحوب بالتهديد باعتقال كل من يتعاطى مع تلك الدعوات.
ومع إدراك المشاركين أن الاعتقال معناه التعرض لعمليات تعذيب قاسية قد يفضي إلى الموت في أسوأ الأحوال، إلا أنهم تدفقوا إلى نقاط التجمع فيما كانت حناجرهم تصدح بعبارات الرفض للمليشيات الكهنوتية.
كما أن الإجراءات الأمنية القاسية التي رافقت المحتجين لم تكن مخيفة بالنسبة لهم لتدفعهم إلى التوقف، بل إن دائرة الغضب الشعبي أخذت في التوسع ليشمل النساء وطالبات الجامعة وفتيات في الصفوف الإعدادية والثانوية، في تنوع عمري يؤكد أن الغضب الشعبي وصل إلى أقصى مدى ليخوض ذلك الغضب تجربة فريدة في الشجاعة قد نشاهد فصولها تتكرر مرة أخرى في شوارع العاصمة وربما في مدن أخرى لاسيما مع دعوات البعض إلى الاستعداد لخوض غمار التجربة مرة ثانية، وهو ما يثبت أن ممارسات الترهيب التي مارستها مليشيات الحوثي أصبحت أمرا معتادا وأن قناعتهم بالتعرض للاعتقال هي أهون من أن يظلوا صامتين عما يجري أو يموتون جوعا داخل منازلهم.
ما سنراه في قادم الأيام قد يكون أكثر شمولا وقد يكون واسعا إلى درجة يصعب احتواؤه لا سيما وأن مليشيات الحوثي ماضية في غيها في فرض جبايات مالية على المواد الغذائية وما يؤدي ذلك إلى استمرار ارتفاع أسعارها وما يخلقه ذلك الارتفاع من أعراض كارثية على حياة الناس قد تصل إلى نقطة اللا عودة.
وبالرغم من كل ما حدث إلا أن مليشيات الحوثي أقدمت يوم أمس على ابتزاز تجار التجزئة والباعة المتجولين في صنعاء وإجبارهم على دفع مبالغ مالية تحت ما يسمى "المجهود الحربي"، في إجراء يثبت أن مليشيات الحوثي ماضية في ممارساتها بحق المدنيين مما سيضاعف من حالة الغليان الشعبي وسيدفع الناس إلى الخروج بشكل أقوى خلال قادم الأيام .