زعيم المليشيا.. الإمام الغبي حين يتقمص دور الثائر
ظهر زعيم الكهنوت أمس الخميس وفي جعبته الكثير من الأكاذيب والمغالطات والمواعظ المملة وأيضا كثير من العفن الطائفي الذي نضح به مستغلا مناسبة تاريخية تخص زيد بن علي، ومحاولا بكثير من الجهد والمفردات والربط والتوظيف تقمص دور زيد بن علي وشخصيته التي أسهب في الحديث عنها من زاوية واحدة هي الجهاد كما أسماها.
ولم يعد زعيم المليشيا الطائفي يتورع في الحديث عن مشروعه المذهبي الذي يستقيه من منابع الطائفية في بلاد فارس والحوزات التابعة لمشروع ولاية الفقيه خارج إيران حيث أسهب وهو يكيل تهما تضمنتها روايات تاريخية طائفية عن حكام ورجالات دولة بني أمية ليتماهى كثيرا مع أسياده في طهران علهم ينقذوه من ورطته في جبهتي الساحل وصعده اللتين أشار إلى صعوبة وضع مقاتليه فيها.
سلسل فأر الكهف الحوثي حديثه ضمن سياق يتيح له ربط محاور خطابه الثلاثة ويصل في النهاية إلى خلاصة مفادها إقناع من استمع له بالتعاطف معه كثائر وبطل فيتنامي مقاوم وإمام طائفي جديد، وفي ذات الوقت صاحب مشروع اقتصادي يجنب البلاد آثار الأزمة الاقتصادية التي صنعها هو وأتباعه في مغامرتهم الهمجية التدميرية.
وتنقل جغرافياً من سهول وجزر فيتنام إلى مناطق العراق والشام وأرض الحرمين وعودة إلى القدس وعرج على تل أبيب وذهب غازياً إلى واشنطن والقرن الإفريقي موزعاً توصيفات وجالبا مفاهيم ومفردات تكشف كم هو بائع بضاعة غبي وبائر حين يحاول عرض ما لديه لاسترضاء الآخرين.
تحدث عن احتلال أمريكي إسرائيلي لليمن وطالب اليمنيين وأتباعه بمقارعة هذا الاحتلال ورفد جبهاته بالرجال والمال، واستلهم التجربة الفيتنامية للتمظهر بها وتمجيدها متناسيا أن الغازي والمحتل والطاغية هو من اعتدى على دولة وسلب سلاح جيشها ومقدراتها بإسناد خارجي من بلاد فارس إحدى اهم الدول الاستعمارية في العصر الحديث.
أشار في خطابه إلى الجنوبيين وكيف يقاتلون في معركة لا صلة ولا علاقة لهم بها وهي قتالهم في الساحل الغربي وصعده متناسيا أن الجنوب كجغرافيا شكل دوماً منطلقا للتحرر من غطرسة الإمامة وجبروتها وتاريخها القاتم السواد بحق الشعب اليمني.
بل إن زعيم الكهنوت يعطي الحق للفرس وأذنابهم العرب أن يقاتلوا ويسندوا المليشيات في حربها على الشعب اليمني، وينكر حق اليمنيين في الدفاع عن أرضهم ووطنهم وثورتهم الأم ومستقبل أجيالهم وحتى لو افترضنا أن الجنوب دولة مستقلة فإن قتالها للمليشيات يعد تحركا استراتيجيا يدفع عن حدودها مخاطر العدو الزاحف بفكر طائفي وعقليه كهنوتية.
ورغم توحشه في حشر المفردات وإلصاقها وبجهد كبير لإخراج جمل مفيدة يخاطب بها من يسمعه فقد عاد من تحليقه في فضاءات الجغرافيا ليتسول رفدا للجبهات بالرجال والمال، ويعبر عن أزمته التي تلازمه كثيرا منذ وصلت بيادات الرجال في الساحل الغربي إلى طرف سرير نومه.
وفي محور حديثه عن الاقتصاد والجياع ظهر زعيم الكهنوت على حقيقته غبيا وساذجا وهو يطرح حلولا غير منطقية لتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية، ومن هذه الحلول العودة إلى المنتج المحلي كخيار بديل لمواجهة المستورد متناسيا أن المجهود الزراعي الذي تحدث عنه لا يمكن أن يشكل بديلا؛ أولاً لأن الناس لا تعيش على الرمان الموسمي القادم من صعدة مثلا، وإنتاج القمح لا تتوافر له المتطلبات الأساسية من أرض وماء وخبرات، والأهم من ذلك أن أي نشاط زراعي يعد الوقود عموده الفقري وكيف يمكن التخلي عن الوقود في هكذا حاله.
ومن الحلول التي وضعها أيضا لمواجهة الأزمة الاقتصادية هي ثورة جياع لكن إلى المتارس التابعة لمليشياته أي أن يتوجه الجياع إلى القتال مع عصابته في الساحل وصعدة، وأن يموتوا في المتارس أفضل من الموت جوعا في البيوت، وحرم عليهم كذلك الخروج للشارع أو التعبير عن حالهم، ورفض حاله الإفقار والتجويع التي أوصلتهم إليها مغامرة المليشيات وحربها الهمجية على الشعب ومقدراته.
وخرج خطاب زعيم العصابة الكهنوتي مضحكا وهو يتحدث عن الثائر الأممي في فيتنام بينما استهل خطابه بخطاب عنصري طائفي مقزز، وتفوح منه رائحة التعصب السلالي الأعمى، وكيف لمن دمر بلده واعتدى على شعبه وشرد الملايين وجوعهم وزرع ملايين الألغام في أرضهم أن يتحدث عن أبطال فيتنام المدافعين عن وطنهم في وجه المحتل الأمريكي.
التطور الوحيد في خطابات زعيم العصابة هو أنه أصبح أكثر وضوحا في التعبير عن معتقداته المريضة بمفردات طائفية عفنة بينما كان سابقا يستخدم التلميح والإشارات فقط كي يخفي الوجه القبيح له ولعصاباته الإجرامية المتعفنة فكرا وسلوكا.