عن أحمد علي عبدالله صالح
في زمن ليس ببعيد، لكنه كذلك وأكثر بالنسبة لكل يمني، وقف هناك رجل عسكري رزين، بكاريزما عظيمة وشخصية صلبة، لا تستفزه التصريحات ولا هوس له بالظهور والاستعراضات الفجة.
حورب من الجميع، كانت التهمة إعداده مسبقاً للحكم، في حين لم يكن أكثر من قائد عسكري تحتاجه بلاد بلا رموز ولا قادة، سُحب البساط من تحته ببراعة التدمير وفوضى الفكرة الثورية.
انسحب إلى الظل، صامتاً بقي، مفضلاً العزلة والترقب، تحرك بهدوء، كما لو كان يستمد القوة والحكمة من أساطير الماضي، تلك الأساطير التي تروي -ولو بصورة مستهلكة لكنني على عجل من أمري- عن طائر الفينيق، الذي ينهض من رماده ليحلق من جديد في السماء، مشعلاً أملاً جديداً في السماء.
يبدو الرجل كما لو كان ذلك الفينيق، بلمحة، خبر واحد أعاده إلى الواجهة، محملاً بآمال وتطلعات لا يقلل منها وأهميتها إلا جاحد.
تبدو هذه العودة ليست مجرد عودة جسد فحسب، بل عودة روح، أمل، عودة فارس يحمل في يديه مصباح الحكمة.
لطالما تحدث الفلاسفة والحكماء عبر التاريخ، عن القادة العظماء الذين ينهضون في أوقات المحن ليقودوا شعوبهم إلى بر الأمان، هذي اللحظة هي الأكثر حاجة من أي وقت مضى يا سيادة العميد.
في كتابه الأمير يقول مايكيافيلي، "لا يمكننا أبداً أن نتوقع من الإنسان أن يعيش بدون أمل"، وأمل الكثير تحرك بعودة مفاجئة أشعلت الأناشيد الوطنية وتذكرنا معها أحلاماً وأناشيد، أمل لا يحق لنا سلبه منهم أو نكرانه عليهم.
انطلق من هذه اللحظة يا رجل، تقدم بتكتل أو بتيار جديد يمحو عار الحاضر وبؤس الساسة، عد بأي شكل، لأجل هكذا مرحلة أعدتك البلاد والأكاديميات العسكرية، لأجل معركة خلاص تدون بها اسمك في صفحة الخلود وفي أذهان الأجيال القادمة، عد نحو الأرض، بربطة عنق أو ببزة عسكرية.
ليس انتماء هذا وهروباً إلى أمل ووهم، إنها مجرد تلويحة بتحية لأنصار الرجل، الذين سخرنا منهم كثيراً، طوال السنوات الماضية.
*من صفحة الكاتب في الفيس بوك