تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، دحرجة قطاع التعليم في المناطق المنكوبة بسيطرتها، نحو الهاوية، ما يهدد مستقبل جيل بأكمله، إضافة إلى ما خلفته حربها وسياسات النهب والتجويع وطمس الهوية الوطنية، من ظروف معيشية هي الأسوأ عالميًا، مع استمرارها في حرمان المدرسين من رواتبهم، وسرقة المساعدات الإنسانية المخصصة للمعلمين، وفرض رسوم باهظة على طلاب المدارس الخاصة.

وأكدت مصادر محلية في العاصمة المختطفة صنعاء لـ"2 ديسمبر"، أن آلاف العائلات عجزت عن إرسال أبنائها إلى المدارس هذا العام بسبب الجرعة الجنونية في رسوم التعليم حيث تراوحت بين 350 و800 دولار للطالب، حسب الصف الدراسي، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة معظم الأسر على الدفع.

وتضاعفت هذه الأزمة مع توقف التعليم في المدارس الحكومية نتيجة الإضراب المستمر للمعلمين الذين يطالبون بصرف رواتبهم المنهوبة من قِبل المليشيا الإرهابية للعام التاسع على التوالي.

ولم تكتفِ المليشيا بفرض الرسوم الباهظة؛ بل عمدت إلى بيع الكتب المدرسية التي كانت تُقدم مجانًا في السابق، وقامت بتغيير محتواها لتخدم المشروع الإيراني في اليمن، وطمس الهوية الوطنية اليمنية.

وأشارت مصادر تربوية إلى أن المليشيا تهدف إلى تعطيل التعليم في المدارس الحكومية والخاصة، وحصره على مدارس معينة تنتهج الفكر الحوثي الطائفي، بالإضافة إلى المراكز الصيفية التي تمولها المليشيا بهدف تجنيد الأطفال وعسكرتهم والدفع بهم إلى جبهات الموت.

ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية، لجأت العديد من العائلات في صنعاء والمحافظات المنكوبة بالمليشيا إلى النزوح نحو المناطق المحررة لمساعدة أبنائها على مواصلة تعليمهم بعيدًا عن سيطرة المليشيا ونهجها الطائفي المدمر.

مصادر تربوية حذّرت من المستقبل القاتم للأطفال في ظل الحملة التي تنفذها مليشيا الحوثي، مستهدفة الهوية الوطنية وساعية لتحويل هؤلاء الأطفال إلى جيش من المتطرفين في خدمة المشروع الفارسي في اليمن.

ووفقًا لمصادر سياسية، فإن المخطط الحوثي يستهدف إضعاف العملية التعليمية إلى حد إنهاكها كليًا، بالتوازي مع تنشيط المراكز الصيفية والمدارس الطائفية التي تقدّم إغراءات للأطفال والناشئة حتى يلتحقوا بها، ليسهل عليها تفخيخ أدمغتهم بأفكارها الطائفية الإرهابية، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وبيادق توجهها المليشيا لخدمة مشاريعها التدميرية.

ومنذ وقت مبكر، بدأت المليشيا الحوثية رسم سياسات تدمير التعليم، ابتداء من نهب رواتب المعلمين لصرفهم عن المدارس واستبدال آخرين من العناصر الطائفية بهم، مرورًا بإجراء تعديلات على الكتب المدرسية، وتسميمها بمعتقداتها،  وتغيير أسماء المدارس من أسماء الرموز والتواريخ الوطنية، وصولًا إلى رفع الرسوم الدراسية لتعقيد الطريق أمام من يحاولون إرسال أبنائهم إلى المدرسة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية