تواجه المنظمات الدولية العاملة في اليمن موجةً واسعةً من الانتقادات لتقصيرها في الوفاء بمسؤولياتها تجاه موظفيها الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، دون اتخاذ أيّ إجراءاتٍ تُذكر لضمان سلامتهم وإطلاق سراحهم.

وتمرّ الأسابيع ثقيلةً على عمال الإغاثة وموظفي المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، منذ اختطاف الحوثيين لعشراتٍ منهم، دون أن تُبادر منظماتهم بأيّ خطواتٍ حقيقيةٍ للضغط على المليشيا وإطلاق سراح موظفيها المختطفين.

وكشفت مصادر إعلامية عن قيام بعض المنظمات بإصدار إعلاناتٍ داخليةٍ لشغل وظائف شاغرة كان يشغلها موظفوها المختطفون من قِبل مليشيا الحوثي، في خطوةٍ تُشير إلى تخلي هذه المنظمات عن مسؤولياتها تجاه موظفيها المختطفين بشكلٍ نهائي.

وأكد مراسل وكالة "شينخوا" في اليمن، فارس الحميري، أن إحدى المنظمات الدولية أعلنت عن 4 وظائف شاغرة في مقرها بصنعاء، دون الإشارة إلى مصير الموظفين السابقين الذين كانوا يشغلون تلك المناصب قبل اختطافهم من قِبل الحوثيين.

ووفقًا للمصادر، فإن هؤلاء الموظفين الذين اختطفهم الحوثيون في يونيو الماضي، ما زالوا رهن الاحتجاز حتى الآن، بينما تُظهر المنظمات تجاهلاً لمصيرهم وتُفكر في استبدالهم بموظفين آخرين، في الوقت الذي يفترض أن تتخذ إجراءات فعّالة وضاغطة للإفراج عنهم.

وتأتي هذه الخطوة من قِبل بعض المنظمات في ظل ازدياد حدة 
الانتقادات الدولية لعمليات الاختطاف التي تقوم بها مليشيا الحوثي، حيث طالبت العديد من الدول والهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين الإنسانيين المختطفين.

وإلى جانب عمليات الاختطاف لموظفيها، تتعرض المنظمات الإنسانية لابتزاز الحوثيين ونهب المساعدات المقدمة للشعب اليمني، حيث قامت المليشيا بتحويل مسار هذه المساعدات وجيرتها لخدمة أنشطتها العسكرية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد على نحو مروّع.

وأكد خبراء في مجال حقوق الإنسان أنّه من غير المسؤول وغير الإنساني أن تُعلن المنظمات عن شغر وظائف موظفين مختطفين بدلاً من العمل بمسؤولية على تحريرهم من قبضة مليشيا الحوثي وإعادتهم إلى عائلاتهم.

وأجمعت المصادر على أنّ إعلان المنظمات عن شغر وظائف موظفيها المختطفين يُجسّد تخلياً صارخاً عن مسؤولياتها تجاه هؤلاء الموظفين، ويُرسل رسالةً مفادها أنّ سلامة موظفيها ليست على رأس أولوياتها.

وأشارت المصادر إلى أن بعض هذه المنظمات ما زالت تُرزح تحت وطأة ابتزاز المليشيا الحوثية، على الرغم من الانتهاكات الفظيعة التي تُمارسها هذه الجماعة بحقّ المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والإغاثي.

وشدّدت المصادر على وجوب أن تتحمّل المنظمات مسؤولياتها كاملةً في الدفاع عن موظفيها المختطفين، وذلك من خلال تكثيف الجهود والضغط على المجتمع الدولي لِإطلاق سراحهم بأسرع وقت، وعدم تركهم فريسةً لمؤامرات المليشيا الحوثية وتقديمهم كبش فداءٍ لمسرحياتها المزعومة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية