سياسات مليشيا الحوثي تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
تواجه اليمن كارثة إنسانية تشتد وطأتها على ملايين السكان، وتتجلى في تفاقم أزمة الفقر والجوع، جراء الممارسات التعسفية لمليشيا الحوثي ضد المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد، وعزوف الكثير من المانحين عن الوفاء بتعهداتهم في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري.
وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتلقَّ- حتى الآن- سوى ٢٢ بالمئة من حجم الاحتياج الفعلي لخطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري، التي تُقدّر بنحو مليارين وسبعمائة مليون دولار، على الرغم من مضي أكثر من نصف عام على إطلاق هذه الخطة.
ويشير مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى استمرار مليشيا الحوثي بنهب المساعدات الدولية المخصصة للشعب اليمني، في الوقت الذي يواجه أكثر من 18 مليون يمني خطر الانزلاق إلى مستويات جوع غير معهودة.
ووفق المصدر؛ فإن أموال المساعدات الدولية التي تحوّل إلى البنوك في مناطق سيطرة الحوثيين تبلغ سنويًا ملياري دولار، يقوم الحوثيون بتجيير الجزء الأكبر منها في خدمة أجندتهم الخاصة والاستيلاء على مبالع مالية هائلة يوظفونها في تمويل مشاريعهم.
وكشف مصدر اقتصادي مطلع أن مليشيا الحوثي تُسيطر على ما بين 50% إلى 60% من أموال المساعدات الدولية المُقدمة للشعب اليمني، وتُوظّف هذه الأموال في تمويل أنشطتها العسكرية وتغطية نفقاتها، ودعم جبهاتها القتالية، ما يُفاقم معاناة الشعب اليمني.
وأفاد المصدر أن 82% من اليمنيين يعانون بالفعل من ظروف الفقر القاسية، 75% منهم في مناطق سيطرة الحوثيين، بينما باقي النسبة (25%) في مناطق سيطرة الحكومة.
وتعود النسبة المرتفعة في المناطق المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي بشكل كبير إلى الحرمان المتعمد للمستحقين من المساعدات؛ إذ تُشير المصادر إلى نسبة من تحرمهم المليشيا من مستحقاتهم الإنسانية تصل إلى 90%.
وتُفاقم ممارسات المليشيا، على مستوى الابتزاز وعرقلة عمل المنظمات الإنسانية، من الأزمة الإنسانية في اليمن، ما أسهم في اتساع الفجوة بين احتياجات الشعب اليمني والإغاثة المقدمة، كما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من اليمنيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بحثًا عن المساعدة، فارضًا عبئًا إضافيًا على تلك المناطق.
وأثارت ممارسات مليشيا الحوثيين الإرهابية سخط المنظمات الدولية، ودفع أكثر من 70 منظمة إلى نقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، واتخاذ خطوة مراجعة أنشطتها في اليمن بعد تعرضها لعمليات ابتزاز واستغلال ممنهجة من قِبل الحوثيين.
وردًا على هذه الخطوة، لجأت مليشيا الحوثي إلى تنفيذ حملات اختطاف واسعة النطاق ضد عمال الإغاثة، انتقامًا من المنظمات الإنسانية التي رفضت الخضوع لممارساتها الابتزازية.