الحديدة تحت رحمة الكوليرا والمليشيا الإيرانية تحرم السكان من الرعاية الصحية( تقرير)
تتعرض محافظة الحديدة (غربي البلاد) لكارثة صحية وإنسانية مروعة، حيث تتفشى الأمراض والأوبئة بشكل واسع النطاق بين السكان، بينما تحرمهم مليشيا الحوثي الإيرانية من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
وكشفت مصادر صحية موثوقة عن تسجيل 23 حالة وفاة، من بينهم 14 طفلاً، جراء الإصابة بمرض الكوليرا في ثلاث مديريات خاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة الحديدة خلال أسبوع واحد فقط.
وسجلت مديرية باجل وحدها 16 حالة وفاة، من بينها 10 أطفال، خلال نفس الفترة.
وتقابل مليشيا الحوثي هذا التفشي الكارثي للأوبئة، خاصةً الكوليرا وحمى الضنك، اللذين يفتكان بالسكان، باللامبالاة، في حين تعطي الأولوية للتعبئة واستعراض المجندين الجدد الذين تم تجنيدهم قسراً.
ويأتي هذا فيما تعاني محافظة الحديدة من وضع صحي متردٍّ ناتج عن انهيار الخدمات الصحية وضعف المؤسسات الطبية التي يُفترض أن تقدم الرعاية الكافية للمرضى والمصابين والتصدي للموجات الوبائية التي تضرب المحافظة باستمرار وينجم عنها المئات من حالات الوفاة، خاصة بين الأطفال.
وتُصعّب هذه الأوضاع من السيطرة على تفشي الأمراض والأوبئة، بينما ترفض مليشيا الحوثي تقديم أي مساعدات طبية لمواجهة هذه الكارثة، وتواصل منع المنظمات الدولية من التدخل للمساهمة في الحد من تفشي الجوائح الوبائية.
وتتضاعف معاناة سكان محافظة الحديدة من تفشي موجة جديدة من وباءي الكوليرا وحمى الضنك، حاليًا مع فصل الصيف، حيث تنقطع الكهرباء عن الأحياء السكنية في ظل درجات حرارة مرتفعة قد تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
إضافة إلى ذلك، تتفاقم بين السكان حالات مرضى الجهاز التنفسي، كما تُسبب الأجواء والظروف غير الصحية إصابات جلدية بالغة لدى الأطفال.
كما يُعاني سكان محافظة الحديدة من صعوبة الوصول إلى المراكز الصحية التي ما زالت تعمل والمستشفيات، بعد أن حولتها مليشيا الحوثي إلى مؤسسات ربحية لجني الأموال على حساب معاناة المواطنين.
وضع كارثي ومأساوي يعصف بأبناء الحديدة، يفاقمه استمرار المليشيا في مصادرة رواتب الموظفين، وضرب الحركة التجارية، وفرض الجبايات والإتاوات على المواطنين في المحافظة الساحلية.