22 مايو.. يوم تاريخي يعلم اليمنيين كيف ينتصرون لوطنهم
مثّل يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد في العام 1990، حدثاً استثنائياً في مسيرة وتاريخ شعب، وهو الحدث الذي جاء تتويجاً لمسيرة نضالية حافلة تكللت بمنجز عظيم، هو "الجمهورية اليمنية".
يوم الثاني والعشرين من مايو، تاريخ التأم فيه شمل اليمنيين من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه، وهو التاريخ الذي صنع فيه اليمنيون فرحتهم وانتصروا فيه لإرادتهم، كثمرة من ثمار نضالاتهم طيلة عقود وتوجه الزعيم الشهيد علي عبدالله وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك علي سالم البيض.
هذا الحدث التاريخي لم يكن محض صدفة؛ بل كان يومًا صنعه اليمنيون بأيديهم، وضربوا خلاله أروع الأمثلة، فاستعادوا لُحمة اليمن الكبير، على طريق الوحدة العربية الشاملة.
اليوم وبعد أربعة وثلاثين عاماً من عمر الوحدة المباركة، يستذكر اليمنيون بفخر واعتزاز، ما اختطه الآباء وناضل لأجله الرعيل الأول، وهم يكافحون في مساق واحد، ضد الاستعمار في جنوب الوطن وظلم كهنوت السلالة في الشمال.. يخوضون معارك الرجولة والكرامة، ويقدمون التضحيات، وما ذلك إلا في سبيل خلاص الوطن من غازٍ محتل جاء لينهب مقدرات شعب، ودجال ظالم سلالي أراد استعباد أمة، وأذاقها ويلات الجهل والظلم والمرض.
تكللت الجهود في انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، في شمال الوطن، بالقضاء على الإمامة وإلى غير رجعة، وهي الثورة الأم التي كانت فيها عدن حاضرة حين اتخذ منها الثوار منطلقاً لعملياتهم التي توجت بنصر مطلق، وانتصرت فيه الجمهورية على الرجعيه والتخلف.
تكامُل المسار كان يقتضي تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني، وعلى طريق يمن حر ومستقل، فشكّل انتصار الجمهورية في الشمال دافعاً للثوار في الجنوب، ومع الدعم اللامحدود، والتعامل تحت عنوان "قضية واحدة.. مصير مشترك"، فشل الاستعمار في مواجهة الشعب، ما اضطره إلى الاستسلام ومغادر البلاد تحت ضربات الأبطال، بقيادة المناضل البطل راجح غالب لبوزة.
لم يكن الطريق لتوحيد شطري البلد مفروشاً بالورود، بل تطلب الكثير من العمل وبذل الجهود؛ من اتفاق القاهرة إلى اتفاق الكويت وطرابلس وحتى إعلان الوحدة في الثاني والعشرين من مايو.
يعيش اليمنيون اليوم فرحتهم بالعيد الوطني الرابع والثلاثين للجمهورية اليمنية، ومع ذلك فهم يدركون أن هذه الاحتفائية تأتي في وقت يمر الوطن بمنعطفات حساسة، ومخاطر بدأت تطل برأسها مع انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومحاولاتها بقوة السلاح إعادة حكم الإمامة وإحياء نظام السلالة.
يخوض اليمنيون، شمالاً وجنوباً، معارك الدفاع عن الجمهورية في شتى ميادين العزة والكرامة، ويعملون في صف واحد لدحر المشروع الفارسي، يذودون عن الوطن وينتصرون للجمهورية، ويحافظون على مكتسبات ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.