مذبحة رداع.. جريمة حوثية بجذور تاريخية (تقرير)
في يوم الثلاثاء الماضي، شهدت مدينة رداع جريمة مروعة ارتكبتها مليشيا الحوثي، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
هذه الجريمة (نسف منازل على رؤوس ساكنيها)، لم تكن مجرد عمل تسلطي عابر؛ بل كانت نتيجة لحقد دفين وكراهية تاريخية تحملها المليشيا ضد قبائل البيضاء، تعود جذورها إلى المقاومة الباسلة التي قادتها هذه القبائل ضد الإمامة الظالمة.
منذ انقلابها الدموي في عام 2014، دمرت مليشيا الحوثي في البيضاء 118 منزلًا، وكانت أكثر المحافظات تضررًا من سياسة تفجير المنازل من قِبل الحوثيين، تلتها تعز بـ110 منازل، والجوف بـ76 منزلًا، وصعدة بـ73 منزلًا، وإب بـ62 منزلًا، وصنعاء بـ57 منزلًا، ومأرب بـ53 منزلًا، وذمار بـ37 منزلًا.
يعود الحقد التاريخي، الذي تضمره المليشيا ضد قبائل البيضاء، إلى الهزيمة النكراء التي لحقت بها خلال حصار السبعين يومًا في صنعاء، حيث سجلت قبائل البيضاء موقفًا تاريخيًا في دعم الجمهورية؛ فعندما فرضت فلول الإمامة حصارًا خانقًا على صنعاء في محاولة لإخماد الثورة، بعث اللواء حسن العمري- أحد أبرز قادة الثورة- برقية عاجلة إلى قبائل البيضاء يطلب فيها العون لفك الحصار وتأكيد أسس الجمهورية.
استجابت القبائل لنداء الثورة والجمهورية بقيادة الشيخ أحمد عبدربه العواضي والشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني والشيخ علي أحمد العمري والشيخ أحمد ناصر الذهب، وتحرك آلاف الرجال نحو صنعاء، ودارت معارك ضارية ضد مرتزقة الإمامة.
نجحت قبائل البيضاء في فتح طريق الحديدة-صنعاء، بعد معارك عنيفة ضد الإماميين في مناطق متعددة، وسجلت مذكرات الثوار ملاحم بطولية خاضتها القبائل، سقط خلالها مئات الشهداء في سبيل الجمهورية.
واصل أبناء البيضاء تقدمهم نحو صنعاء، مدمرين مواقع الملكية وفكوا الحصار الذي استمر سبعين يومًا، ودخلوا العاصمة مُحتفى بهم من قِبل السكان، محطمين آخر آمال الإماميين في العودة إلى السلطة.
لم يتوقف دور أبناء البيضاء عند هذا الحد؛ بل خاضوا حرب عصابات في مناطق متعددة، مكبدين الإماميين خسائر فادحة، وطاردت طلائع الأبطال فلول الإمامة في جميع أنحاء الجمهورية.
تلك البطولة المشهودة في حروب اليمنيين ضد الإمامة، التي شاركت فيها كل قبائل البيضاء بقيادة بطل السبعين، الشيخ أحمد عبدربه العواضي ومن معه من المشايخ وأبناء البيضاء، ممن سجل التاريخ شجاعتهم؛ أوجدت لدى مليشيا الحوثي حقدًا وكراهية ضد قبائل البيضاء، تتجلي عبر سياسة تفجير منازل المواطنين وممارسة أبشع الجرائم الوحشية بحقهم.