منذ العام 2015 والحوثيون يفرضون حصارًا جائرًا على مدينة تعز لم يسبق له مثيل، توازيًا مع قطعهم إمدادات المياه إلى المدينة من الأحواض والآبار التي سيطروا عليها بمحيط تعز؛ والتي كانت تؤمّن احتياجات ملايين السكان من المياه.

حاليًا، وبالتزامن مع اليوم العالمي للمياه، ما تزال تعيش ويلات هذا الحصار والحرمان من المياه من قِبل مليشيا الحوثي التي تمارس من خلال هذا المنع سياسة عقاب جماعي تشمل أكثر من 4 ملايين نسمة يقطنون تعز.

في ديسمبر الماضي، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن مليشيا الحوثي الإرهابية لجأت إلى استخدام المياه كسلاح عبر منع تدفقها إلى سكان مدينة تعز، على مدى 8 سنوات ماضية، حيث بات حصولهم على المياه النظيفة بأسعار معقولة من المستحيل تقريبًا.

وقالت المنظمة في تقرير صدر تحت عنوان "الموت أرحم من هذه الحياة"؛ إن 4 من أصل 5 أحواض مائية بتعز تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي أو على الخطوط الأمامية، بات الوصول إليها غير ممكن لهيئة مياه تعز، ما يعني حرمان ملايين السكان من حق الوصول إلى المياه.

ومنذ اجتياحهم صنعاء، عمد الحوثيون إلى تعطيل مشاريع المياه الحكومية ودفع السكان إلى البحث عن مصادر بديلة كانت غالبًا شراء صهاريج مياه "وايتات" بأسعار مضاعفة، ما خلق حاجزًا بين ملايين السكان والوصول السلس والممكن والآمن إلى المياه.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أكد، في أغسطس 2023، أن أكثر من 15 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى المساعدة للحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.

وبات الحصول على المياه أمرًا شاقًا ومعقدًا لكثير من اليمنيين، الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام أو على ظهور الحمير للحصول على المياه، وغالبًا ما تكون غير نظيفة وتؤدي إلى مضاعفات مرضية لكثيرين.

وتحت وطأة الحصار والمنع من الوصول إلى المياه، اضطر سكان تعز إلى استخدام مياه الأمطار والتي تجمع أحيانًا في خزانات مكشوفة، وهو ما يشكل بيئة خصبة لنمو يرقات البعوض، الأمر الذي يؤدي دائمًا إلى تشكل موجات وبائية موسمية تطال عشرات آلاف السكان.

وفي خطوة من شأنها تخفيف ويلات المعاناة المستمرة مع المياه، تبنى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مشروعًا حيويًا للمياه في تعز مولته دولة الإمارات العربية المتحدة بـ10 مليارات ريال، وهو مشروع الشيخ زايد الذي يتكون من 10 آبار جوفية في منطقة طالوق ستغذي المدينة بالمياه العذبة بمعدل 6 إلى 7 ملايين لتر ماء في اليوم الواحد.

ويُعد اليمن واحدًا من أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم؛ إذ يصل نصيب الفرد من المياه إلى 2% فقط من المتوسط العالمي، ففي حين يبلغ المتوسط العالمي لاستهلاك الفرد في المياه 7,000 متر مكعب سنويًا، فإن حصة الفرد في اليمن لا تتجاوز الـ100 متر مكعب في العام.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية