فلسطين.. من قضية مبدئية إلى غطاء دعائي حوثي للتصعيد ضد اليمنيين
على وسائل ومنصات إعلامها، تبث مليشيا الحوثي مقاطع وتصريحات عن إطلاقها مسيّرات وصواريخ نحو إسرائيل، أبانت زيف معظمها منصات تتَبُّع متخصصة بكشف تضليل المحتويات المنشورة. وأعلنت أمريكا اعتراض بحريتها ثلاثة صواريخ ومسيّرات عرض البحر الأحمر، وعلى الواقع توسع المليشيا المدعومة إيرانيًا من تصعيد عملياتها العسكرية في أكثر من جبهة بمأرب والضالع وتعز والساحل الغربي.
عقب طرد المحتل البريطاني وتصفية الجيوب العسكرية للإمامة، كان اليمن الجمهوري حاضراً بقوة إلى جانب قضية العرب، حيث فتح أبوابه لتوافد الفلسطينيين، وخصص في عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح معسكرات لمقاتلي منظمة التحرير، وسمح للفصائل الفلسطينية بفتح مكاتبها في صنعاء وممارسة أنشطتها النضالية بِحُرية، غير المواقف المساندة للقضية في مختلف المحافل الدولية، والانخراط في حملات تبرعات مالية شبه مستمرة لإسناد صمود الفلسطينيين على أرضهم في المناطق المحتلة.
مع تجدد الحرب الصهيونية العسكرية على أبناء غزة، واصل الموقف اليمني المبدئي مساندته لفلسطين، على المستوى الرسمي ببيانات وتصريحات من مختلف مكونات السلطة الشرعية، وعبر النشاط السياسي ضمن الصف العربي، وتوظيف الوسائل الإعلامية لخدمة المسار الإعلامي للمقاومة الفلسطينية.. كما شهدت المحافظات المحررة مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي.
قد تبدو أنشطة بسيطة، إلا أنها صادقة وتمثل امتداداً للحضور الفلسطيني في الوجدان اليمني، واعتبار فلسطين قضية مبدئية أسمى من تقزيمها في حانة التجارة الإيرانية المشبوهة.
طهران ومليشياتها، بما فيها المليشيا الحوثية، تعاملت مع الحرب الصهيونية الظالمة على الفلسطينيين كفرصة دعائية تستغلها ضد خصومها العرب الرافضين لأجندتها الطائفية والتخريبية.
مليشيا الحوثي استمرأت دور تبني المناوشات، كخادم مطيع للسياسات الإيرانية، ولتجاوز صدمتها من الخروج العفوي لليمنيين في مناطق سيطرتها احتفالاً بالذكرى الحادية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وهي رسالة يمنية فهمت المليشيا جيداً أنها تعبير واضح عن تمسك أبناء الشعب بنظامهم الجمهوري.
مسرحية العمليات العسكرية على إسرائيل مناورة حوثية لترميم شعبيتها المنهارة في المناطق المنكوبة بسطوتها، بينما تصعيدها الحربي ضد اليمنيين بالتزامن مع الاعتداءات الصهيونية على غزة، محاولة مفضوحة لتحقيق مكاسب في الأراضي اليمنية المحررة بالركوب على ظهر القضية الفلسطينية، أو دفع الجبهة الجمهورية إلى ردود عسكرية كبيرة تتيح للآلة الدعائية الحوثية إظهار الشرعية وحلفائها وكأنهم تحركوا لإنقاذ الكيان الصهيوني من وطأة هجماتها المزعومة.
مليشيا غارقة في نرجسيتها، ولا يعنيها غير طلاء وجهها القبيح بمساحيق التجميل، وإن على حساب القضية الفلسطينية، ولو بحمامات دم يمني لا تتورع عن إراقته ثمناً لحملة دعائية رخيصة كرخصها في بازار المسالخ الإيرانية.
*قناة الجمهورية