حذرت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الأربعاء 19 سبتمبر 2018، من أن أربعة وعشرين مواطناً يمنياً ينتمون إلى الطائفة البهائية، قد تصدر بحقهم أحكام بالإعدام في صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران ، على خلفية انتمائهم الديني.

 

ويدين الحوثيون بالولاء لإيران ، ويطبقون أيضاً الكثير من تعاليم منهجها المتشدّد طائفياً وغير المتسامح دينياً، وهو ما يتجلى في عداء الحركة الحوثية للبهائيين والمستمد أساساً من الموقف الإيراني المتشدد إزاءهم.

 

وذكرت المنظمة، في بيانها، أن البهائيين وبينهم ثماني نساء وفتاة، قد يدانون في محكمة بالتجسس لصالح دولة أجنبية.

 

لكن المنظمة الحقوقية شددت على أن السبب الحقيقي لاحتمال إدانة هؤلاء بالتجسس والحكم عليهم بالإعدام يعود إلى كونهم من أتباع الطائفة البهائية.

 

وقالت مديرة قسم الأبحاث التابع للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط لين معلوف “هذه اتهامات ملفقة وإجراءات غير عادلة لمحاكمة أتباع الطائفة البهائية على خلفية ديانتهم”.

 

ودعت معلوف إلى إطلاق سراحهم فوراً، مطالبة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بوضع حد لتحكمهم بالنظام القضائي.

 

يأتي ذلك بعد ان شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الخمس الاعوام الماضية تزايد الانتهاكات الحوثية بحق اليمنيين عموما والأقليات الدينية لا سيما أبناء الطائفة اليهودية والبهائية.

 

وأكد بيان صادر عن الجامعة البهائية العالمية بالأمم المتحدة، توجيه اتهامات بالتجسس والردة مؤخرا إلى أكثر من 20 بهائيا في اليمن من بينهم قيادات الجامعة البهائية كافة.

 

وقال البيان إن تزايد الانتهاكات والاضطهادات جاء "بعد الخطاب التحريضي الذي وجهه زعيم الحوثيين ضد البهائيين. إذ شهد البهائيون في اليمن تصعيدا في عمليات الاضطهاد الممنهج والتي شملت حكما بالإعدام في يناير الماضي واعتقالات جماعية في السنوات الأخيرة".

 

وقالت باني دوغال، ممثلة الجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة "إن هذه التهم مقلقة للغاية ومؤشر لتصعيد وتيرة الضغوط على البهائيين، وتأتي فيوقت يعاني منه البهائيون من تهديدات مستمرة،وتَئُن فيه البلاد تحت وطأة أزمة إنسانية تستدعي الاهتمام العاجل".

 

 وأضافت "لدينا أسباب كافية للقلق على سلامة البهائيين في اليمن. إننا نحث المجتمع الدولي على مطالبة القوى الحاكمة في صنعاء بالإسقاط الفوري لهذه التهم الباطلة واللامنطقية الموجهة ضد هؤلاء الأبرياء الذين يتم إدانتهم كيديا لا لسبب سوى ممارستهم معتقداتهم".

 

وأكدت دوغال أن "الطريقة التي يتبعها الحوثيون في استهداف البهائيين في اليمن تذكرنا بشدة بالاضطهادات المرعبة التي استهدفت قيادات المجتمع البهائي في إيران في الثمانينات، تلك الأحداث التي تم فيها اعتقال وقتل البهائيين".

 

وكان عبد الملك الحوثي زعيم مليشيا "الحوثيين"  قد قام في وقت سابق من هذا العام وعبر خطاب تلفزيوني تحريضي بمهاجمة وتشويه وذم الدين البهائي، ليزيد بذلك من حدة الاضطهاد المستمر ضد البهائيين في اليمن. حيث اتهم البهائية بأنها "وافد شيطاني" وبأنها "تشن حربا فكرية ضد الإسلام".

 

في عام 2016 وضمن ضمن حملة واسعة استهدفت البهائيين تم اعتقال أكثر من 60 امرأة ورجلا وطفلا كانوا يشاركون في فعالية تعليمية نظمها البهائيون.

 

ونشأت الطائفة البهائية إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ويتبع أفرادها تعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817. لكن طهران تحت حكم النظام الديني الذي أرساه آية الله الخميني سنة 1979 تحظر البهائية وتعتبر أتباعها "جواسيس" لإسرائيل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية