أصبحت الأعاصير حدثاً سنوياً في اليمن، وتسبّبت بتدهور كبير في الأراضي الزراعية، وبنزوح المزيد من السكّان المعرّضين للمخاطر، في حين تُفاقم الفيضانات الأضرار والخسائر في سبل العيش في المدن.

وفي دراسة صادرة عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، صُنّفت أخطار المناخ في اليمن على أنها ملحوظة، مع مستوى متوسّط من الهشاشة (الانكشاف الهيكلي إزاء الصدمات)، ومستوى منخفض جداً من المنعة (الإمكانات المسترشدة بالسياسات لاستيعاب الآثار السلبية للمخاطر).

ويعدّ أثر الظواهر الجوية القصوى أشدّ على المجتمعات التي شهدت النزاع مؤخّراً، وتتبيّن هذه الهشاشة من تزايد أعداد النازحين داخلياً من جرّاء الكوارث الطبيعية في اليمن.

وذكرت الدراسة أن الفيضانات وحدها تسبّبت بنزوح 223 ألف شخص في عام 2022، وفي عام 2015 اضطّر أكثر من 82 ألف شخص إلى النزوح بسبب العواصف.

وخلال السنوات الأخيرة، تزايدت الصدمات الجوية التي تعرّض لها اليمن كالفيضانات والأعاصير ما أضرّ بشدّة بالمحاصيل الزراعية.

وأتت الفيضانات التي حدثت في حضرموت في عام 2008، على سبل عيش العديد من المزارعين، فارتفعت أسعار المنتجات الزراعية على السكّان من غير المزارعين وتفاقم انعدام الأمن الغذائي في حضرموت واتّسع نطاقه ليطال المناطق المجاورة في البلد.

ولفتت دراسة الإسكوا إلى أن الكوارث الطبيعية الأكثر تواتراً في اليمن هي الفيضانات، ولكن اليمن شهد بعض الأعاصير أيضاً، وضرب أوّل إعصار أرخبيل سقطرى في عام 2015.

وألحق موسم الأمطار هذا العام، الذي بدأ في منتصف مارس، أضراراً شديدة بالمجتمعات المحلية في أنحاء اليمن.

وحتى نهاية أغسطس، ألحقت العواصف الضرر بـ80625 أسرة أو ما يقدّر بنحو 564 ألفًا و382 شخصاً في 162 مديرية، بدرجات متفاوتة من الشدّة، تحمّلت محافظة حجّة العبء الأكبر من أضرار السيول تلتها مأرب وتعز وإب.

وتوقعت الدراسة تفاقم المعاناة بفعل الصدمات المناخية، مثل الجفاف، وبالتالي فقدان سبل العيش وانكماش الاقتصاد الكلي، ووقوع موجات الهجرة والتنافس على الموارد، وانعدام الأمن الغذائي.

وبحسب الدراسة، فإن المجتمعات التي تعتمد على الزراعة أكثر عرضة لخطر العنف، وقابلية التأثر به، خاصة مع تأثير الجفاف على محاصيل المنتجات الزراعية الرئيسية وغلتها.

وتشمل المناطق المعرضة للجفاف وغيرها من الصدمات المناخية: صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء ومأرب وذمار والبيضاء وإب والضالع ولحج والحديدة وأبين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية