دخلت أزمة المشتقات النفطية أسبوعها الثاني في العاصمة صنعاء، بارتفاع أسعار المشتقات أكبر مما كانت عليه في الأسبوع الماضي، إذ زادت الأسعار في الأسواق السوداء بنسبة 90بالمئة عن السعر السابق، وأغلقت الكثير من المحطات أبوابها، في حين شهدت الأسواق السوداء التي تديرها ميليشيات الحوثي الكهنوتية انتعاشًا كبيرًا محققة مكاسب كبيرة بفعل افتعال الأزمة.

 

وأفادت مصادر محلية ومالكو مركبات، بإغلاق غالبية محطات العاصمة أبوابها، بفعل اختفاء المشتقات النفطية، في حين اصطفت مركبات بطوابير طويلة أمام المحطات التي ظلت فاتحة أبوابها.

 

وتحدث شهود عيان، عن مشاهدة طوابير طويلة لباصات النقل والمركبات أمام بعض المحطات المفتوحة، مشيرين إلى اختفاء مفاجئ للمشتقات النفطية منذ أسبوع ما ضاعف الوضع الإنساني المتردي داخل المدينة.

 

افتعال الأزمة

وبدأت الأزمة بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، حيث اختفت المشتقات النفطية من المحطات، وبدأت بعضها بإغلاق أبوابها، وانعدم تدريجيًا البنزين والغاز، والبترول من الأسواق، تزامنًا مع ارتفاع الأسعار إلى ذروتها في الثلاثة الأيام الماضية.

 

وطُرحت عدد من التساؤلات حول سبب الاختفاء المفاجئ للمشتقات النفطية، أجابت عن بعضها مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، التي تحدثت عن قيام ميليشيات الحوثي بإخفاء كميات كبيرة من مادة الغاز المنزلي، إضافة إلى إخفاء المشتقات الأخرى، مُفيدة، بأن العديد من المحطات التي تملكها قيادات مليشياوية أغلقت أبوابها، وقامت بتخزين المشتقات في مخازنها.

 

وإلى جانب ذلك، قامت المليشيات بحسب المصادر، باحتجاز عشرات القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية في إحدى النقاط الجمركية المستحدثة في محافظة البيضاء، موضحة أن المليشيات احتجزت القاطرات في منطقة عفار، بمديرية الملاجم، لافتعال أزمة المشتقات النفطية في المحافظات المختطفة، عبر فرض رسوم وإتاوات باهظة على مالكيها، الذين بدورهم سيقومون برفع أسعار المشتقات على المواطن.

 

وتريد المليشيات من افتعال الأزمة، وفق المصادر، استخدام الوضع الإنساني كورقة سياسية للاستثمار، وإثراء القيادات المليشياوية عبر ازدهار الأسواق السوداء التي تشرف عليها.

 

الأزمة تلقي بآثارها على المدنيين

وإثر افتعال الأزمة، تفاقمت معاناة سكان العاصمة صنعاء أكثر من أي وقتًا مضى، بفعل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وأسعار المواد الغذائية، تزامنًا مع استمرار ميليشيات الحوثي الكهنوتية في رفض دفع رواتب الموظفين المتوقفة منذ عامين.

 

وقال أحد السكان، إنه عجز عن الحصول على أسطوانة غاز بفعل ارتفاعها إلى ثمانية آلاف ريال، موضحًا، أن أسعار الوجبات اليومية ارتفعت في المطاعم والبوافي، تزامنًا مع نشوب أزمة المشتقات النفطية.

 

وشاهد شهود عيان، عشرات المواطنين وهم يقفون على أرصفة الشوارع ينتظرون وصول مركبات لنقلهم، في حين شلت حركة النقل بشكل شبه كامل، اليوم الإثنين.

وأغلقت عدد من المطاعم والبوافي، أبوبها بعد عجزها عن الحصول على مادة الغاز، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.

 

وقال مصدر مطلع، إن المركبات توقفت عن العمل، نتيجة ارتفاع أسعار البترول20 لترا إلى 18ألف ريال في السوق السوداء، مشيرًا إلى ارتفاع تسعيرة النقل إلى مئة ريال.

 

وازدهرت الأسواق السوداء، بفعل أزمة المشتقات النفطية، وتحدثت معلومات عن انتشار مزيد من الأسواق التي تديرها قيادات بمليشيات الحوثي الإرهابية.

 

وبدا واضحًا، أن المليشيات الحوثية لا تكترث بمعاناة السكان، بقدر ما يهمها إثراء القيادات المليشياوية التي تقتات على حساب معاناة المدنيين الذين يعيشون وضعًا مأساويًا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية