نظمت السلطة المحلية في المخا، صباح اليوم، حفلًا خطابيًا وفنيًا بمناسبة العيد الـ60 لثورة 14 أكتوبر، برعاية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.

بُدئ الحفل بالنشيد الوطني ووقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع الجرائم من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأُلقيت في الحفل، الذي حضره النائب الثاني لرئيس المكتب السياسي العميد عبدالجبار الزحزوح، والمناضل أحمد عبدالله المجيدي، والقائم بأعمال الأمانة العامة للمكتب السياسي- رئيس الدائرة التنظيمية الشيخ وضاح بن بريك، الدكتور عادل المسعودي رئيس الدائرة القانونية، ووكيل محافظة الضالع لحسون صالح مصلح، وقيادات السلطة المحلية في مديريات الساحل الغربي، وعدد من أبناء ثوار ومناضلي الثورة قادمين من ردفان ولحج وأبين والضالع، ألقى مدير عام المديرية باسم الزريقي كلمة السلطة المحلية نقل للحاضرين في مستهلها تحيات العميد طارق صالح.

وأكد الزريقي أهمية استلهام العبر والدروس من تجارب الماضي، عندما قارع الثوار بقيادة راجح لبوزة من جبال ردفان الاستعمار البريطاني؛ واستطاعوا بالعزيمة والصدق والكفاح والانتماء أن يدحروا من جنوب وطننا الغالي إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، ليطووا صفحة عقود طويلة من الاستعمار.

كما أكد أهمية الاحتفال بهذه المناسبة؛ كونها تأتي في مرحلة مفصلية يعيش فيها اليمنيون كفاحًا مفتوحًا ضد أدعياء الإمامة، مليشيا الحوثي، ما يحتم على الجميع الوقوف في وجه المشروع الحوثي الذي يريد إعادة الزمن إلى الوراء وهدم ما بنته الجمهورية من منجزات طيلة العقود الماضية.

ولفت إلى ما تمثله المخا، وما تلعبه من دور محوري في المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية ومزاعم الحق الإلهي للسلالة؛ مؤكدًا أن المخا وبفضل جهود العميد طارق صالح، شهدت تطورًا في كل مناحي الحياة وارتقت لتنافس المدن اليمنية الكبرى بالخدمات والتنمية والإعمار والأمن حتى باتت قِبلة للأحرار من مختلف أنحاء الوطن.

وألقى قائد محور البرح اللواء الركن حسن لبوزة، حفيد قائد ثورة 14 من أكتوبر راجح بن لبوزة، قال فيها: "من جبال ردفان وبتاريخها الثوري أتينا إلى هنا، إلى المخا، إلى جبهة الساحل الغربي، بعد 60 عامًا من الثورة نواصل الكفاح للدفاع عن مكتسبات حققها آباؤنا وأجدادنا، ومع عظمتهم وشدة بأسهم ومع فخرنا بهم؛ إلا أننا لن نكون أقل منهم عزيمة وإصرارًا على مواصلة بناء الدولة اليمنية الحديثة، لا سيما وقد تكالبت وتعاظمت المخاطر التي تهدد ما حققوه لنا بدمائهم الزكية".

ولفت الى أن المعركة اليوم ضد الكهنوت الحوثي تستدعي المضي قدمًا ومواصلة النضال "حتى لا يعود بنا التاريخ إلى أسوأ صفحاته ونجد بلادنا وقد انسلخت من حضنها العربي وباتت قاعدة عسكرية لإيران، ونجد أنفسنا وأجيالنا من بعدنا عبيدًا لسلالة خبيثة تزعم أن الحكم حق إلهي".

وأضاف: "إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز انتسابنا في صفوف المقاومة الوطنية، وأن نخوض تحت لوائها بقيادة مؤسسها العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة، أقدس معركة يخوضها الشعب اليمني لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية ومزاعم الحق الإلهي لسلالة معينة".

وأشار إلى "أوجه التشابه" بين الدور البارز والعظيم للمناضل الشهيد راجح بن غالب لبوزة حين فجّر ثورة الرابع عشر من أكتوبر، والزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وهو يقرر مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية من داخل حارة ضيقة وسط العاصمة المختطفة صنعاء يوم الثاني من ديسمبر.

بدوره، ألقى الشيخ وضاح بن بريك كلمة المكتب السياسي، أكد فيها أن أحفاد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر من شمال الوطن وجنوبه، يقفون اليوم مجددًا جنبًا إلى جنب في خندق واحد، ويواصلون مسيرة الآباء والأجداد، للدفاع عن مكتسبات الثورة بعد أن أطلت الإمامة برأسها من جديد من خلال مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأشار بن بريك إلى أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة شكلت امتدادًا أصيلًا لثورة 26 سبتمبر، وكانت ثمرة نضال طويل ضد الاستعمار البريطاني، جسّد فيه الثوار ملاحم وطنية خالدة انطلقت من جبال ردفان الشماء وتُوجت باستقلال جنوب الوطن من براثن الاستعمار.

وحيا بن بريك الدور الرائد لمدينة عدن الباسلة التي احتضنت ودعمت المقاومة الوطنية في بداية انطلاقها ولحظات تأسيسها الأولى؛ مؤكدًا أن الوطن يمر اليوم بمرحلة صعبة تستدعي من الجميع في شمال الوطن وجنوبه، التكاتف والانتباه إلى الخطر الذي يمثله المشروع الإيراني في اليمن.

وقال بن بريك: "نحتفل اليوم والقلب يقطر دمًا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من مجازر على يد جيش الاحتلال الصهيوني، وما يتعرض له أيضًا من استغلال إيراني قذر لقضيته ودماء أبنائه"؛ مجددًا التأكيد على موقف المكتب السياسي الثابت والمبدئي "في حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه"، مُدينًا المجازر الصهيونية والمساعي الإيرانية لاستغلال نضال وقضية الفلسطينيين.

تخلل الحفل قصائد وفقرات فنية نالت استحسان الحضور.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية