يحاول الكيان الصهيوني ممارسة أكبر قدر من الضغط على قطاع غزة بعد انطلاق الهجوم الأخير، الذي شكل مفاجأة كبيرة لتل أبيب بعد سقوط مئات القتلى وسيطرة المقاتلين الفلسطينيين على مقرات شرطية وعسكرية في مستوطنات غلاف غزة، وفي الإطار تم إغلاق المعابر ووقف إمدادات الكهرباء والمياه للقطاع.

كل ما سيفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي لإعادة بعض من صورته الزائفة، متوقع.. ولعدم تكافؤ القوى بين المقاومة وجيش الاحتلال المدعوم أمريكيًا، قد يصعب على المقاومة الفلسطينية الحفاظ على مكتسبات الضربة الأولى التي حققتها، فجر السبت، وحتمًا سيرتكب جيش الاحتلال جرائم غير مسبوقة وقد تخسر القضية الفلسطينية في أسوأ السيناريوهات المتوقعة جزءًا كبيرًا من جغرافية غزة، ويبقى التساؤل عما يمكن أن يفعله ويبادر به أصحاب الشعارات المتاجرون بالقضية، مثل حزب الله اللبناني ومليشيا الحوثي، لتخفيف الضغط عن غزة وإرباك الاحتلال الإسرائيلي ولو لبضع الوقت؟!

ومما لا شك فيه، أن الوقت مناسب جدًا ليطلق المدعو "عبدالملك الحوثي" صاروخًا واحدًا على الأقل لمساندة غزة من جملة الصواريخ التي هربتها له إيران.. ولن تشهد القضية الفلسطينية وقتًا أنسب من هذا، فهل يجرؤ على الأقل للخروج من المأزق الذي يقع فيه جراء شعاراته "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل" وادعائه أنه يحارب الكيان الصهيوني.. وفضلًا عن تصريحاته بامتلاك مليشياته صواريخ تصل إلى تل أبيب، وأن لديهم بنك أهداف واسعًا وسط تل أبيب!

قطع المرافق

أمر وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، بعد يومين من شن حركة حماس هجومًا مباغتًا من القطاع، وقال غالانت؛ إن الحصار الجديد سيكون تامًا "لا كهرباء، لا ماء، لا وقود".

وجاء قرار وزير دفاع الكيان الصهيوني عقب جلسة تقييم في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش بمنطقة بئر السبع، وقال في بيان: "كل شيء سيكون مغلقًا".

بدوره، قال وزير البنية التحتية للاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الاثنين؛ إنه أمر بقطع فوري لكل إمدادات المياه عن قطاع غزة.

وأعلن الوزير في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قطع المياه، قائلًا: "ما كان في الماضي لن يستمر بعد الآن في المستقبل".

وكانت هيئة البث الإسرائيلي، قد نقلت أن مجلس الوزراء الأمني المصغر قرر عقب اجتماعه في وقت مبكر، الأحد، وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة؛ ردًا على الهجوم الذي شنته حركة حماس وأسفر عن سقوط مئات القتلى.

كما اتخذ المجلس قرارًا بتدمير قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست، عن بيان أصدره مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، القول إن القرارات تهدف إلى "تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتي حماس والجهاد".

وأُغلقت المعابر على الحدود بين الأراضي المحتلة وغزة، بعد هجوم حركة حماس المباغت وغير المسبوق على الاحتلال انطلاقًا من القطاع، الذي أسقط  مئات القتلى الإسرائيليين.

وتمر من خلال هذه المعابر المواد الأساسية لسكان القطاع الذين يبلغ عددهم زهاء مليونين.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حذّرت من أن سقف قدرتها على خدمة نحو 75 ألف نازح في القطاع لجأوا إلى مدارسها، يمتد لأيام فقط، في حال لم يفتح الاحتلال الإسرائيلي المعابر إلى القطاع.

كارثة صحية

السفير الفلسطيني السابق بركات الفرا، يقول إن قطاع غزة لا يوجد لديه بدائل، وإن قدرة المحطة المحلية محدودة، وكذلك الكهرباء التي تزود بها مصر القطاع محدودة، وحتى الحديث عن الاعتماد على الطاقة الشمسية يحتاج إلى وقت أكبر من زيادة الإنتاج الوارد منها.

وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكهرباء قبل هذه الأزمة لم تكن منتظمة ولا تكفي حاجات القطاع، وبالتالي فقد اعتاد سكان غزة على انقطاع التيار لفترات طويلة، ولن يشكل الموضوع أزمة بالنسبة لهم، ولكن الكارثة ستكون في المستشفيات التي لا يمكن فصل الطاقة عنها بسبب الاحتياجات لها، ولا سيما غرف الرعاية الفائقة التي غالبًا ما تعمل عبر أجهزة تعمل بالكهرباء، وفي حالة انقطاعها ستودي بحياة المرضى.

وأشار إلى أن هذا الأمر قد يسبب كارثة صحية في القطاع، وللأسف العالم يقف متفرجًا لما يقوم به الكيان الإسرائيلي من معاقبة جماعية لأكثر من مليوني إنسان من سكان القطاع، وحتى إن كانت إسرائيل تريد الرد على العملية التي قامت بها حماس، فعليها أن تذهب للعسكريين الذين قاتلوها ووجهوا لها صفعات لن يمحوها التاريخ، غير أن تل أبيب تأمن من العقاب الدولي وتتصرف كما يحلو لها دون خشية من أحد.

وكشف أن ما حدث يوم السبت، زلزل مفاصل الكيان الإسرائيلي وكسر هيبته ودمر أسطورة "الدولة التي لا تقهر"، وما جرى هو هزيمة متكاملة لإسرائيل.

ورقة الأسرى

تحتفظ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة "حماس" بعشرات الأسرى الإسرائيليين من الجنود والمستوطنين، الذين أسرتهم خلال معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "القسام" السبت الماضي.

أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الاثنين، أن "عدد الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة لا يزال غير معروف، وهو عامل ضغط كبير على إسرائيل". ووفقًا للصحيفة، فإن عددهم قد يقترب من المئة.

من جانبها، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، أن أهالي المفقودين الإسرائيليين، الذين يبدو أن معظمهم اختُطفوا في غزة، خرجوا عن صمتهم، وأصدروا بيانًا مشتركًا لوسائل الإعلام، الأحد، طالبوا فيه بطرح مسألة إعادتهم كأولوية وطنية.

وحدد أحدهم أن الهدف من الربط بين العائلات، هو "المساعدة في إعادة الأسرى والمفقودين، وعدم التعامل المنفرد مع الصعوبات التالية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية