مثلت عملية "طوفان الأقصى" المدهشة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ضربة قاصمة للاحتلال؛ وفي نفس الوقت كانت بمثابة امتحان حقيقي لمزاعم محور الشر (الحركات والمليشيات الإرهابية التابعة لإيران في المنطقة)، وأولها حزب الله الذي تحوّل إلى حامٍ للمصالح الإسرائيلية في أعقاب اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال.

كانت، ولا تزال القضية الفلسطينية مادة دسمة للمتاجرة لدى الحركات الإرهابية التي تمولها إيران، مثل حزب الله ومليشيات الحوثي والجماعات الشيعية في العراق؛ بينما تنأى بنفسها دائمًا في الاختبارات الفعلية لهذه المزاعم، عندما تخوض المقاومة الفلسطينية الحرب ضد قوات الاحتلال، حيث تتوارى هذه الحركات عن المشهد.

وبينما كانت الأنظار مصوبة نحو لبنان، لقياس ردة فعل حزب الله، الذي لطالما قدّم نفسه نصيرًا للقضية الفلسطينية؛ اكتفى الحزب بإطلاق ثلاث قذائف على مواقع في مزارع شبعا المحتلة لتخفيف حدة الحرج الذي لحق به، وعلى الرغم من امتلاكه صواريخ "ستصل إلى تل أبيب" بحسب تصريحات زعيم الحزب "حسن نصر الله" منتصف يونيو الماضي، اكتفى الحزب بمسرحية هزلية ثم التزم الصمت.

والحال ينطبق تمامًا على مليشيات الحوثي الإرهابية، التي حصرت مهامها الإرهابية في قتل اليمنيين، على النقيض من شعاراتها الفضفاضة المنادية بالموت لأمريكا وإسرائيل؛ فهي الأخرى استغلت عملية "طوفان الأقصى" لتنظيم حملة جبايات واسعة، منذ اليوم، في مناطق سيطرتها على حساب اليمنيين.

وفي أكثر من مناسبة، كان زعيم وقيادات المليشيات الحوثية يتحدثون عن امتلاكهم صواريخ تصل إلى إسرائيل؛ غير أن ردة فعلهم اليوم لـ"مناصرة المقاومة الفلسطينية" تُرجمت بهجمات عدوانية على تعز، حيث قصفت أحياء سكنية بالمدينة، صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين.

وعلى عكس الشعارات التي استوردتها الحركات الإرهابية من إيران، تمضي هذه الجماعات الممولة والمسلحة إيرانيًا أيضًا، في تنفيذ الأجندة الإيرانية القائمة على إراقة دماء السكان في اليمن وسوريا ولبنان والعراق؛ وعندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية التي يقوم عليها محور الادعاء لهذه الحركات، تغض الطرف وكأن ما يحدث لا يعنيها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية