عززته تقارير منظمة الهجرة.. الانتشار الأمني بساحل ذو باب المندب خطوة فاعلة في مكافحة التهريب والاتجار بالبشر( تقرير)
ساهمت الحملة الأمنية المشتركة، التي أُطلقت قبل أربعة أسابيع في سواحل مديرية ذو باب المندب بمحافظة تعز، بشكلٍ كبير، في الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن، في أعقاب موجات هجرة جماعية كانت تديرها شبكات وعصابات تهريب واتجار بالبشر اتخذت من المناطق المشاطئة في ذو باب وراس العارة منطلقًا لأنشطتها.
وقال سكان محليون في مديرتي ذو باب وراس العارة بمحافظتي تعز ولحج، لوكالة "2 ديسمبر"؛ إنهم لم يعودوا يشاهدون الأفواج الجماعية للمهاجرين الذين كانت تقلهم مراكب تهريب إلى الشاطئ، ثم يسافرون راجلين باتجاه محافظة عدن، قبل أن يتوزعوا في المحافظات ويسافرون باتجاه المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
وعززت شهادات السكان، تقارير منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت، في أحدث تقرير لها، أمس الأول، "مراقبة التدفق"، حدوث تراجع قياسي في عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن، ليسجل أقل مستوى له منذ حوالي منتصف العام 2021.
وفيما أشارت المنظمة إلى أنها سجلت دخول 1,551 مهاجرًا من القرن الأفريقي إلى اليمن في شهر سبتمبر 2023، كأقل معدل شهري منذ مايو 2021، الذي شهد وفود 489 مهاجرًا؛ أرجعت سبب الانخفاض الكبير في أعداد المهاجرين الوافدين إلى استمرار الحملة الأمنية المشتركة منذ منتصف سبتمبر الماضي.
والحملة تنفذها قوات الأمن وخفر السواحل في ذو باب بمشاركة وحدات من القوات المشتركة في مسرح عمليات القوات المشتركة بمحافظتي الحديدة وتعز، وقد أثمرت في القبض على عدة عمليات تهريب واعتقال عدد من المهربين، كما تم نشر نقاط أمنية على الشريط الساحلي لملاحقة قوارب المهربين.
وانطلقت الحملة حينها بتوجيهات قيادة القوات المشتركة؛ لتعزيز الأمن في سواحل محافظة تعز، التي اتخذت منها عصابات التهريب أوكارًا لعمليات الاتجار بالبشر.
ومن شأن تراجع أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن، من خلال مواصلة الاحتياطات الأمنية في سواحل ذو باب المندب، أن يساعد السلطات في تنظيم ملف المهاجرين بشكل أفضل، وتخفيف الضغط على منظمة الهجرة الدولية لمواصلة عمليات العودة الطوعية للمهاجرين العالقين منذ سنوات في اليمن.
ولطالما كان المهاجرون الذين يعبرون الأراضي اليمنية ويتنقلون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية في مسعى للوصول إلى الحدود، عرضة لعمليات التجنيد والاستغلال من قِبل المليشيا المدعومة إيرانيًا، التي دفعت بالكثير منهم إلى جبهات القتال قسرًا، لتعويض النقص البشري في صفوفها نتيجة الخسائر المستمرة التي تكبدتها على خطوط القتال المترامية.