غادر زعيم مليشيا الحوثي الكهنوتي عبد الملك الحوثي مربع التحشيد الشعبوي ومحاكاه مشاعر الناس لدفعهم إلى مساندته في حربه العبثية التدميرية لمكتسبات الشعب اليمني بعد أن فشل في استدراك انهيار جبهاته بمزيد من التعزيزات القبلية من مناطق سيطرته.

 

وانتقل فأر الكهف المنزوي خلف أقبية التاريخ والإنسانية إلى مربع آخر وهو ربط مشروعه التدميري الطائفي بالدين وبالشريعة، واعتبار كل من يتهاون في مساندته والقتال دفاعا عن مشروعه خارجا عن الدين الحقيقي بل كافرا بالإسلام ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام.

 

 آخر خطابات زعيم الكهنوت الحوثي تظهره مأزوما يبحث عن ورقة قش يتعلق بها اعتقادا منه أنها ستحميه من التيار الذي يجرف قواته ويحول حشوده وتعزيزاته إلى مجرد أرقام في كشوفات الذاهبين إلى القبور وصور على واجهات الجدران والسيارات.

 

يتحدث زعيم المليشيا الحوثي وقد قسم اليمنيين إلى فئات يطالبها بمساندة فئته الضالة ويقول: "الفئة التي تتجه الاتجاه السلبي في القعود والجمود والتنصل عن المسؤولية والمداهنة للطغاة وتجريد الإسلام من جانب المسؤولية بكل ما فيه، هي لا تعبر عن حقيقة الإسلام أبداً، أبداً". وهو هنا يكفِّر كل من يقعد عن الذهاب للقتال معه أو بالأساس عن الذهاب إلى الموت في محارقه الموزعة على جغرافيا الغرب والشمال.

 

وتطفح لغة زعيم الكهنوت وخطبته بمضامين مأزومة وغريبة أيضا ومن قلة حيلته وشدة حاجته إلى استقطاب المقاتلين والقبائل والعلماء وصل حاله إلى أن يتحدث وكأنه ينفذ توجيهات سماوية أو أنه رسول جديد يتلقى توجيهات السماء حيث يقول عن الفئة التي لم تناصره.. "هي تعبر عن اتجاهها المزاجي الذي ينبع من ضعفها وحتى من ضعف وعيها وقلة إيمانها ومستوى إدراكها ومعرفتها بأهمية تلك المبادئ وتلك القيم وتلك الأخلاق وتلك التشريعات وتلك التوجيهات من الله سبحانه وتعالى".

 

ويقول أيضا محددا هذه الفئة: "فإذاً هي في اتجاه خاطئ، في اتجاه خاطئ وشاذ عن مسيرة هذا الإسلام، لا ينبغي أن تكون في موقع القدوة ولا في موقع التأثر، ما كان منها باسم شخصيات علمائية أو مثقفة أو فكرية وما كان منها بأي شكل من الأشكال هي في الاتجاه الخاطئ بكل ما تعنيه الكلمة..".

 

يشعر ذراع إيران زعيم المليشيا الحوثي بالخذلان والوحدة وهو يواجه مصيرا قاتما في قادم الأيام يتم صياغة هذا المصير ببنادق الرجال ودمهم الطاهر وأرواحهم التواقة إلى الانعتاق من سطوة العصابة والمليشيا وإعادة الوطن واليمن إلى أبنائه بعد أن سلب منهم في غفلة من الزمن.

 

وينصب زعيم الكهنوت ذاته سادن جهنم يمنح صكوك الغفران ومفاتيح الجنة لكل من يلحق به وينحرق بنار دماره المشعلة منذ سنوات متخليا بذلك عن طرح القائد العسكري أو الزعيم الديني أو القبلي أو الاجتماعي الذي تشدق به طيلة أكثر من عقد من الزمن في أول ظهور علني له.

 

ويمزج خادم مشروع الفرس في اليمن بين الإسلام وبين مشروعه الطائفي الطامع إلى ابتلاع اليمن تحت شعارات مزيفة ويعتبر التمسك بالإسلام ليس بأداء الشعائر والعبادات بل في الحرب معه وإلى جانبه ضد من أسماهم الأمريكان والإسرائيليين وكذلك الطاغوت متماهيا بذلك مع خطاب داعش الإرهابي الذي ينعت كل خصومه بالطواغيت.

 

ويعترف أيضا في مضامين خطابه وبشكل صريح أنه وجماعته ينتظرهم السحق والهزيمة والسيطرة ويحاول تخويف الآخرين بحديثه عن أنهم سيواجهون مصيره هو ومليشياته في محاوله يائسة وطرح مشتت يسعى من خلاله زعيم الكهنوت إلى تجاوز فشله وقيادات مشروعه في الحصول على دعم بشري للجبهات.

 

وفي حين تقترب النار من خيمته يقف زعيم المليشيا الدجال الحوثي فاقدا للحيلة متمترسا خلف أوهام الاصطفاء والتأييد الإلهي والأحقية بالولاية والحكم والتسلط والثروة والجاه بينما كانت أمامه فرصة تاريخية للنجاة بجلده واستدراك ما تبقى له من روح من خلال المشاركة في عمليه سياسية عبر جنيف 3 وتسليم مؤسسات الدولة وسلاح الجيش.

 

كما أنه بات مؤكد أن رهان زعيم المليشيا الحوثي على تغيرات إقليمية أو محلية داخل التحالف وحلفائه في اليمن يعد رهانا خاسرا وحصانا أعرج يمتطيه فأر الكهف مهرولا نحو مصيره المحتوم مهزوما مذموما مدحورا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية