ماذا يعني ثالث ظهور للدجال الحوثي خلال 72 ساعة؟
التقدم الكبير والمتسارع للقوات المشتركة في الحديدة والتوغل في العمق نحو تحرير ما تبقى من جغرافيا الساحل الغربي، أجبر الحوثي على الظهور أمام قطيعه للمرة الثالثة خلال 72 ساعة في سابقة لم يفعلها من قبل.
الحوثي يدرك اليوم أكثر من أي شخص آخر أن من الحديدة كانت نهاية كهنوت الإمامة ومنها تصاغ نهايات كهنوت حركته، وأن ما يحصل هناك من تقدم متسارع هو إعادة صياغة تاريخ اليمن الجمهوري في العصر الحديث.
لم يعد قادرا على فعل شيء لمقاتليه في جبهة الحديدة، وإن ظهر عليهم عند طلوع الشمس وعند الغروب، فالهزيمة أشد من أن يحتملها، ومن يظهر منكسرا مهزوما في عباراته وجمله وحتى نبرة صوته لن يستطيع أن يبث روحا ماتت في قلوب مقاتليه الذين وجدوا من بأس أبطال حراس الجمهورية وعمالقة الجنوب وزرانيق تهامة ما شابت له رؤوسهم، وخرت لها جباههم، وليس من سمع كمن رأى.
لم يعد الحوثي الكهنوتي اليوم قادرا على إخفاء غبار أقدام مقاتلي مليشياته الهاربين من الجبهات التي يتقدم فيها أبطال المقاومة المشتركة غرباً إضافة إلى التقدم اللافت للقوات الحكومية في جبهات الشمال الغربي بحجة، والشمال بصعدة، لم يعد قادراً ولو بفبركة انتصارات وهمية وتقدمات مزيفة، فيما تتساقط قياداته بشكل يومي، وكما لم تفلح خطبه المملة وظهوره اليوم لم يفلح معهم هذيان ملازم أخيه الصريع حسين ورهانات طهران.
هو يدرك أكثر من أي وقت مضى أن جحافل مليشياته التي كانت تتمدد بداية الحرب وتجتاح كل جغرافيا اليمن، أصبحت اليوم تشهد انحسارا غير مسبوق، يلعق مقاتلوها ذل الهزيمة والأسر والركض في الجبال والوديان عل بارقة امل تنجيهم من محارق الموت التي رمتهم داخلها قياداتهم المحشورة في بدرومات صنعاء وكهوف صعدة.
ويدرك أيضاً أن مليشياته وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من الارتباك والتخبط واستنفار قيادتها في صنعاء والمحافظات المتبقية تحت سيطرتها، وقد وصل بهم الهلع إلى توجيه أتباعهم وعناصرهم وآلتهم الدعائية في المجالس والأسواق ومواقع التواصل بالعمل على خلق نوع من الخوف من المقاومة المشتركة في الحديدة، تشويه صورتها إلا أن جهودها ذهبت أدراج الرياح.
وعلى الرغم من كمية الرسائل الإعلامية المضللة التي تبثها وسائل الإعلام المختطفة من قبل المليشيا بالإضافة إلى القنوات الموالية لإيران وحزب الله، في محاولة لصنع هالة من المعجزات والكرامات لمقاتليهم إلا أنها هي أيضاً لم تتمكن اليوم من إخفاء الهزائم التي تتكبدها المليشيا في مختلف الجبهات!!
كان الحوثي بغرور وعنجهية يجبر أتباعه على الجلوس ساعات طوال تحت أشعة الشمس المحرقة ليستمعوا إلى ترهاته وخزعبلاته وأحاديثه عن حلم يراوده بالحكم على أكتاف المغرر بهم بادعاء حق إلهي لا وجود له إلا في عقله المريض وعقول دهاقنة الكهنوت في بلاد فارس.
وها هو اليوم يقتصر خطبته على نصف ساعة فقط، فلا حديث غير حديث انتصارات المقاومة المشتركة، ولا شعور يخالجه إلا الشعور بالهزيمة، فإن أراد التدليس فضحته تعابير وجهه العابسة وإن أراد تزوير الحقائق فضحته العيون.