تداول ناشطون يمنيون، خلال الساعات الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، واقعة مأساة إنسانية بائسة، هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة في اليمن، وتضاف إلى جانب آلاف المآسي التي أنتجتها سطوة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

ووفقاً للناشطين، فإن أحد المعلمين اليمنيين في محافظة إب، وسط البلاد، دفعته الظروف المعيشية جراء مصادرة راتبه من قِبل مليشيا الحوثي منذ ثماني سنوات، كما هو حال المعلمين والتربويين والموظفين في مناطق سيطرة الحوثي، إلى التنازل عن طفلته ذات الثماني سنوات لإحدى الأسر بصورة غير إنسانية.

وفيما عُدت هذه الجريمة الأولى من نوعها في البلاد، أشارت المعلومات إلى أن المعلم اليمني "غالب عبده صلاح"، تنازل عن ابنته "ابتهاج" لأسرة أخرى لتقوم بتربيتها، واشترطت عليه الأسرة الأخرى بالمقابل أن تنقطع صلته بها إلا في حال عقد قرانها وليس له من أمرها شيء.

ويؤكد الناشطون الذين تداولوا هذه القصة باستهجان كبير، أن الأب المعلم وبسبب الأوضاع المعيشية كان قد اضطر لتطليق زوجته قبل أشهر، وبالتالي تفككت أسرته نتيجة ما أحدثته المليشيا الحوثية من دمار اجتماعي واقتصادي ومعنوي أدى إلى دمار وتفكك كثير من الأسر اليمنية لأسباب تتعلق بالمعيشة وقطع الرواتب والتضييق على الناس في أرزاقهم وفرض الجبايات واحتكار السلع والمنتجات النفطية وقطع الخدمات إلى جانب التعبئة الطائفية الإرهابية القاتلة.

يذكر أن الحادثة تزامنت مع إضراب واسع للمعلمين والتربويين في مناطق سيطرة الحوثي، دعا إليها "نادي المعلمين" منذ خمسة أسابيع للمطالبة بصرف مرتباتهم المنهوبة من قبل المليشيا لأكثر من 8 سنوات.

وفي سياق متصل بضيق معايش الناس والتسبب في إيجاد الأسباب التي أدت إلى قطع أرزاقهم وتوقف وفشل أعمالهم وتعذر الحصول على أعمال تقيهم وأسرهم شر الجوع والمرض والتشرد... تداول ناشطون في مديرية يريم، التي تتبع محافظة إب أيضاً، منشوراً لمواطن باسم أبو قحطان يشتكي ضيق الحال الذي وصل به وأسرته إلى حد التشرد وهو يعيل عشرة أشخاص، ولديه أخ وأخت مصابان بالمرض ولم يجد مكاناً يأويهم بعد أن طردهم صاحب الشقة التي كانوا يسكنون فيها ويشعر أن كرامتهم وإنسانيتهم انتهكت بسبب هذه الأوضاع.

كما اشتكى أبو قحطان، في منشوره، من عدم حصوله على عمل رغم طول بحثه، وهو الأمر الذي جعله يفكر في الانتحار مع أسرته بإشعال النيران فيهم لولا خوفه من الله. حسب قوله.  

وقد بادر بعض أهل الخير إلى مساندته والوقوف بجانبه وجمع تبرعات تمكنه من استئجار سكن له ولأسرته، لكن ذلك لن يستمر طويلاً طالما والمليشيا الحوثية الإرهابية جاثمة على صدر الوطن، بينما يرى اليمنيون أن التبرعات ليست حلاً لمشكلة وإنما الحل يأتي بالخلاص من القوى الإرهابية لمليشيا الحوثي الطائفية وعودة الدولة اليمنية محل الفوضى الحالية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية