رؤية واضحة ومشروع يفتح الآفاق
ثمة فرق بين طرح وآخر، طرح لمجرد الظهور والاستعراض والاستهلاك الإعلامي، وطرح مختلف يحمل في طياته رؤية واضحة ومشروعًا يفتح الآفاق ويتلمس الحلول، يدعو ويقترح ويساعد ويقرّب.
وهناك كلام لمجرد الكلام، للتبرير والتخلي والهروب من المسؤولية، وهذا النوع قد اختبره الناس وخبروه وملوه ولم يعد قادرًا على خداعهم، ولم يعد ينطلي على أحد.
طرح العميد طارق صالح أمام القوى السياسية والسلطة المحلية بمحافظة تعز جاء مختلفًا؛ جادًا ومسؤولًا، قريبًا من الناس ملامسًا لهمومهم وأوجاعهم معبّرًا عن تطلعاتهم، مستوعبًا لخصوصية تعز مدركًا طبيعة الدور المناط بها وأنزلها منزلها اللائق بها.
تحدث فيما يُجمع عليه الشركاء وما يتوجب أن يجتمعوا عليه، ودعا إلى ترك وتجاوز كل ما يُفرّق ويُضعف، وشدد على تجنب وترك كل ما لا يمكن أن يُرجى منه خيرًا لأحد، طمأن الشركاء وأزال المخاوف، ووضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها وذكّرها بأدوارها.
تحدث العميد طارق عن المناطق المحررة والمناطق المحتلة وطرح موجّهات، ووجّه أسئلة مبصرة تفتح الأبواب أمام الحضور تنبههم وتحفزهم وتقودهم إلى الخطوات التالية، وإلى مزيد من اللقاءات والنقاشات وتبادل الآراء ووضع الرؤى.
تساءل تساؤل العارف كيف نجعل من تعز نموذجًا في التنمية والإدارة ودعم السلطة المحلية لتنفيذ مهامها وواجباتها؟ وما هي الطريقة التي يمكن التعامل بها مع المناطق غير المحررة في تعز، وتكون هي أداة تواصل مع الداخل وتكون هي أداة تحريك الشارع وأداة لتوعية الناس في الداخل والمساهمة في حل مشاكلهم قدر المستطاع؟
سؤالان يأخذان الجميع من دور المتلقي السلبي إلى التفكير والمشاركة واجتراح الحلول، من القول إلى الفعل ومن النظري إلى العملي.. من حالة السلبية والاتكالية والهروب إلى المواجهة والوضوح.. من الغرف المظلمة ونسج المكائد والمغالطة والنفاق والأنانية، إلى العمل في الضوء والصراحة والوضوح والظهور بحجم التحديات وتقديم المصلحة العليا والعمل لأجل المجموع.