بينما لا تزال دماء الضحايا طرية.. محاولة مبكرة لتمييع جريمة اقتحام ميدان الشهداء في تعز
في يوم السبت الموافق 1 تموز 2023، اقتحم مسلحون بزي عسكري قال مدير مكتب الثقافة بتعز عبدالخالق سيف، إنهم يتبعون كتيبة المهام الخاصة التابعة لمحور تعز، مهرجان "عيدنا تعز" الذي كان يُقام في ملعب الشهداء، وأطلقوا النار على الجمهور الحاضر حفل تكريم الفنان اليمني البارز محمد محسن عطروش، وقد أسفر الهجوم عن إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، في حين هرب المسلحون من المكان.
وأثارت الحادثة استياء واسعاً في الشارع التعزي والوسط الثقافي والفني، وطالب الكثير من النشطاء والمثقفين والقوى السياسية، بالكشف عن المتورطين في هذا العمل الإجرامي وتقديمهم للعدالة.
وأجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعضو المجلس- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، اتصالات هاتفية بمحافظ تعز نبيل شمسان، للاطمئنان على صحة الجرحى والتأكيد على ضرورة إجراء التحقيقات.
ولكن؛ ومع هذه المطالبات، فإن هناك مؤشرات على وجود مساعٍ لتمييع القضية وإخفاء حقائقها مبكراً، حتى قبل أن تجف دماء الضحايا؛ ففي معلومات أولية زعمت لجنة تقصي الحقائق المشكلة لهذا الغرض أن "الحادثة عرضية وتصرف شخصي وذات طابع جنائي"، على الرغم من الأدلة الدامغة على كونها جريمة منظمة ذات أبعاد واضحة ومفهومة، وبأقل جهد.
وتتعارض مزاعم اللجنة مع ما كشفته بعض المصادر الخاصة التي أشارت إلى أن خلفية وأسباب اقتحام المسلحين للمهرجان هي رد فعل على هتافات جزء من الجمهور باسم العميد طارق صالح، تقديرًا لجهوده ، وأن هؤلاء المسلحين هم جنود يتبعون أوامر قياداتهم.
ويُعد التغاضي عن الجناة، والتستر عليهم وإخفاء أهدافهم جناية أخرى تقترفها اللجنة- إذا ما ذهبت إلى ذلك- بحق الضحايا، لا سيما وأن الثقة معقودة بها لإنصاف هؤلاء الأبرياء الذين أُطلقت عليهم الرصاص مباشرة بدم بارد، ودون مبرر، من قِبل أشخاص معروفين وثّقتهم عدسات الكاميرا، وكانوا بفعلهم هذا ينفذون جريمة منظمة بسبق الإصرار والترصد وليس جناية من قِبل الصدفة.
وتشير هذه التغطية على حادثة اقتحام ميدان الشهداء، إلى وجود نية لطمس معالم الجريمة والتستر على الفاعلين الرئيسيين والجهات التي تقف وراء هذا العمل المدان، الذي شجبته وأدانته كل القوى السياسية والمجتمعية والأوساط الثقافية والجماهيرية في مدينة تعز الحالمة.