لم تكن ظروف الاعتقال التي عاشها العقيد محمد محمد عبدالله صالح، والنقيب عفاش طارق صالح هيّنةً في سجون جماعة أقل ما يُقال عنها أنها إرهابية؛ لكن ورغم ذلك قدّما درسًا في الإصرار والشجاعة والتمسك بالمبادئ ودحض أساليب المكائد والتضليل.
 
كان محمد وعفاش، اثنين من آلاف الأسرى والمعتقلين لدى مليشيا الحوثي الإرهابية؛ ومثل زملائهما في المعتقل، حاولت المليشيا الإرهابية تضليلهما بضخ إعلامي ودعائي مجانب للحقيقة، حيث فرضت قناة المسيرة والقنوات الإيرانية كوسائل تضليل لإيقاع الأسرى والمعتقلين في فخ المغالطات.
 
تلك المحاولات المستميتة لم تجدِ نفعًا لدى بطلين من أبطال الثاني من ديسمبر تشرّبا قيم الانتماء والولاء الوطني، وعرفا حقًا مكائد المليشيا الحوثية وأساليبها الملتوية في الخداع والدجل وطمس الحقائق؛ فلم تحقق المليشيا غايتها من وراء هذا الأسلوب، بل أتاحت لبطلي ديسمبر فرصة لاستنتاج الحقائق من صلب المغالطات.
 
ولدى مشاركتهما جرحى المقاومة الوطنية والقوات المشتركة عيدهم في مصر، استعرض محمد وعفاش بعضًا من تفاصيل المعتقل، حيث كانا يتابعان أخبار انتصارات القوات المشتركة استنتاجًا مما يبثه إعلام العدو؛ واستطاعا تحويل ذلك الضخ الدعائي من مصدر تضليل إلى مصدرٍ لفهم حقيقة ما يجري في الميدان.
 
وفي غياهب السجن، تتعمد المليشيا الحوثية حصر القنوات الإعلامية على تلك التابعة لها بغرض خلق نمط تفكير مغاير لدى الأسرى والمعتقلين، إلا أن الوعي الوطني والإصرار على التمسك بالمبادئ، كما هو الحال لدى محمد وعفاش، يقف جدارًا منيعًا أمام تلك المحاولات التي تغذيها المليشيا الإرهابية بأساليب الدجل والتزييف وتزوير الحقائق.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية