المحرر السياسي| تعز لا يُرهبها دعاة الفوضى
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن جراء الحرب المفروضة من قِبل مليشيا الحوثي الإرهابية، ظلّت مدينة تعز مصدر إلهام وأمل للشعب اليمني، باعتبارها رافعة كل الثورات التحررية ومدينة الفن والثقافة والعلم، كما هي رافد اليمن بالخبرات البشرية والكفاءات السياسية والأعلام الوطنية والمناضلين على مدى التاريخ الوطني.
وعُرفت تعز، التي كسرت شوكة المليشيا الحوثية الإرهابية بكل إباء وصمود، بأنها مدينة لا تقبل الظلم والضيم أو الاستبداد أو الانقسام، بل تسعى دائمًا للحفاظ على وحدتها وحريتها؛ ولطالما كانت، وستظل الرافعة لكل حركات التحرر الوطني، والصخرة التي انكسرت عليها كل المشاريع الصغيرة والبائسة.
هذه المدينة التي تحب الحياة والسلام، تواجه منذ سنوات عدوانًا حوثيًا غاشمًا، حاول أن يخضعها بالقوة والحصار والقصف؛ لكنه فشل في كسر إرادتها وصمودها. وكأن ذلك لم يكفِ، فثمة من يحاول، من الداخل، أن ينشر الفوضى والخراب في المدينة باستخدام السلاح والعنف ضد المدنيين الآمنين.
يوم أمس، ومع اختتام المهرجان العيدي السادس الذي نظمه مكتب الثقافة في المحافظة برعاية ودعم العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ، كانت تعز تتهيأ لاختتام الاحتفال بأجواء من الفرح والبهجة، حيث نُظمت فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، تُظهر للعالم أن تعز هي مدينة التسامح والتعايش والإبداع؛ غير أن بعض دعاة الظلام لم يتحمّلوا رؤية تعز بهذه الروح الوقّادة المشرقة، فقاموا بإطلاق الرصاص على المشاركين في المهرجان، ما أسفر عن سقوط مصابين.
هذه الجريمة المروعة، التي استهدفت حرية الناس وحقهم في الابتهاج، أثارت استنكار وغضب الشارع التعزي، الذي ندد بأفعال هؤلاء المجرمين، وطالب بإحقاق العدالة وإجراء تحقيق شفاف في الحادث الأليم الذي ينم عن نوايا مبيتة لإبقاء تعز في دوامة الفوضى.
وتُحتم هذه الحادثة الشنيعة على الجميع المضي قُدمًا على نهج توحيد الصف ونبذ الخلافات والتنبه لهذه الظاهرة الخطيرة، والوقوف بجدية أمام هؤلاء العابثين أعداء الحياة والسلام، وعدم إفساح المجال ليمارسوا العبث، ويسفكوا دماء الأبرياء أو يتحكموا بإرادة أبناء تعز الأحرار.
وكما قال المحتفى به في المهرجان، فنان اليمن الكبير محمد محسن عطروش، عقب إطلاق النار: هذا السلوك دخيل على تعز الثقافة والفن.
وما أكده عطروش كان الشارع التعزي قد أجمعوا عليه بمنشوراتهم؛ ألّا شيء يمكنه تشويه صورة الحالمة، وأن الرصاص السفيه دخيل ولا يمثل إلا أصحابه.